117
ولو يدعني باسمي كررتُ عليهم ... خيولَ كرامِ الضربِ أكثرها الوجي ولا غروَ إلاَّ قولُ سلمى ظعينتي ... أما أنتَ يا ابنَ الحرٍّ بالمتحرجِ دعِ القومَ لا تقتلهمُ وانجُ سالمًا ... وشمر هداكَ اللهُ بالخيلِ واخرجِ وإني لأرجو يا ابنةَ الخير أن أرى ... على خيرِ أحوالِ المؤمل فارتجي ألا حبذا قولي لأحمرَ طييءٍ ... ولابن خليدٍ قد دنا الصبحُ فادلجِ وقولي لذا أقضم وقولي لذا ارتحل ... وقولي لذا من بعدها ذاك أسرجِ وسيري بفتيانٍ كرامٍ أحبهم ... مغذًا وضوءُ الصبحِ لم يتبلجِ يطيعونَ متلافًا مفيدًا معذلًا ... بهِ يرتجي عفوَ الغنى كل مرتجي وقال عبيد الله بن الحر أيضًا في حبس مصعب: من مبلغُ الفتيانَ أنَّ أخاهمُ ... أتى دونهُ بابٌ منيعٌ وحاجبهْ بمنزلةٍ ما كانَ يرضى بمثلها ... إذا قامَ غنتهُ كبولٌ تجاوبهْ على الساقِ فوقَ الكعبِ أسودُ صامتٌ ... شديدٌ يداني خطوهُ ويقاربهْ وما ذاكَ من جرمٍ أكونُ اجترمتهُ ... ولكن سعى الساعي بما هو كاذبهْ وقد كانَ في الأرضِ العريضةِ مسلكٌ ... وأيُّ امرءٍ أعيت عليهِ مذاهبهْ دعاني إليهِ مصعبٌ فأجبتهُ ... نهاري وليلي كلهُ أنا دائبهْ أروحُ وأغدو دائمًا وكأنما ... أبادرُ غنمًا في الحياةِ أناهبهْ فكان حبائي إذ أنختُ ببابهِ ... حجولٌ وأحراسٌ وصعبٌ مراتبهْ فإني لم أنكث لهم عهدَ بيعةٍ ... ولم آتِ أمرًا محدثًا أنا راهبهْ فأني لكم مثلي يذببُ عنكمُ ... إذا الصفُّ دارت للقراع كتائبهْ وإني من قومٍ سيذكر فيهمُ ... بلائي إذا ما غصَّ بالماءِ شاربهْ كأنَّ عبيدَ اللهِ لم يمسِ ليلةً ... موطنةً تحتَ السروجِ جنائبهْ ولم يدعُ فتيانًا كأنَّ وجوههم ... مصابيحُ في داجٍ توارت كواكبهْ لعمركَ إني بعدَ عهدي ونصرتي ... لكالسيفِ فلت بعدَ حدِّ مضاربهْ وقد علمَ المختارُ أني لهُ شجى ... إذا صدَّ عنهُ كلُّ قرنٍ يكالبهْ أكرُّ عليهِ الخيلُ تدمى نحورها ... أطاعنهُ طورًا وطورًا أضاربهْ فكم من صريعٍ قد تركتُ بمعزلٍ ... عكوفًا عليه طيرهُ وثعالبهْ وحصنٍ منيعٍ قد صبحتُ بغارةٍ ... وأهلِ نعيمٍ يضربُ الطبلَ لاعبهْ وقال أيضًا وهو في السجن: لنعمَ ابنُ أختِ القوم يسجنُ مصعبٌ ... لطارقِ ليلٍ خائفٍ ولنازلِ ونعمَ الفتى يا ابنَ الزبيرِ سجنتمُ ... إذا قلقت يومًا ضفورُ الرحائلِ فلو متُّ في قومي ولم آتِ عجزةً ... يضعفني فيها امرؤٌ غيرَ عادلِ لأكرم بها من ميتةٍ إن لقيتها ... أطاعنُ فيها كلُّ خرقٍ منازلِ وما كنتُ أخشى أن أراني مقيدًا ... على غيرِ جرمٍ وسطَ بكر بن وائلِ وألفيتني يا ابنَ الزبير كأنما ... رميتُ بسهمٍ من سهامكَ ناصلِ فإن أنفلت لا تجمعُ الشمسُ بيننا ... ولا الليلُ إلا في القنا والقنابلِ متى أدعُ فتيانَ الصعاليكِ يركبوا ... ظماءَ الفصوصِ نائماتِ الأباجلِ تشبهها الطيرَ السراعَ إذا اغتدت ... بفرسانها في السبسبِ المتماحلِ تطيرُ معَ الأيدي إذا ارتفعت لها ... شمائلها ألحقنها بالمساحلِ يقودُ رعانَ الخيلِ بي وبصحبتي ... كميتُ الأعالي بربريُّ الأسافلِ علينا دلاصٌ من تراثِ محرقٍ ... وتركٌ جلا عنها مداسُ الصياقلِ ومطرداتٌ من رماحِ ردينةٍ ... وأتراسُ جونٌ علقت بالشمائلِ فلو شئتَ لم تسجن صديقًا ولم تهب ... إليكِ بصقعاءِ المناكبِ بازلِ من الجربِ يمريها ودرتها دمٌ ... إذا أمتريت أخلافها بالمناصلِ أنا ابنُ أبي قيسٍ فإن كنتَ سائلًا ... بقيسٍ تجدهم ذروةً في القبائلِ ألم ترَ قيسًا قيسَ عيلانَ برقعت ... لحاها وباعت نبلها بالمغازلِ ومازلتُ أرجو الأزدَ حتى رأيتها ... تقصرُ عن بنيانها المتطاولِ ومقتلُ مسعودٍ ولم يثأروا بهِ ... وصارتِ سيوفُ الأزد مثل المناجلِ وما خيرُ عقلٍ أورثَ الأزدَ ذلةً ... تسبُّ بهِ أحياؤهم في المحافلِ

1 / 117