312

منصف

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

خپرندوی

دار إحياء التراث القديم

د ایډیشن شمېره

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

د چاپ کال

أغسطس سنة ١٩٥٤م

فالذين جعلوها "فعائل" احتجوا بـ "مُدن" فقالوا: "مُدْن" يدل على أن الميم من الأصل وليست بزائدة. وقال غير هؤلاء: هي "مفاعل"١ والميم زائدة؛ لأنه١ من "دان يدين"، وهؤلاء الذين لم يهمزوا، وكلا الاشتقاقين مذهب. قال أبو الفتح: أما من قال: "مُدن" فاشتقاقه واضح و"مَدِينة" عندهم كسفينة، و"مدائن" كـ "سفائن". وأما من أخذها من "دان يدين" فمعناه أنها أطاعت صاحبها وتذللت له والدين: الطاعة، وهكذا أخذت عن أبي علي وقت القراءة. فأما قول الأخطل: ربت وربا في حجرها ابن مدينة ... يظل على مسحاته يتركل فالمدينة فيه: أمة، يصف الأكَّار الذي يعمل في الكرم يقول: هو ابن أمة. وقال لها "مدينة"؛ لأنها٢ من "دنت" أي: جزيت، كأن مولاها يجزيها بعملها٣، فهذا مثل المذهب الثاني في "مدينة" كما٤ حكاه أبو عثمان. وقوله: إن العرب قد اختلفت فيها والعلماء، معناه أن العرب منهم من يهمز، ومنهم من لا يهمز، فهذا وجه اختلاف العرب.

١، ١ ساقط من ظ، ش. ٢ لأنها: ساقط من ظ، ش. ٣ يجزيها بعملها: عن ص، وهامش ظ، وفي ظ، ش: يجريها، أي بعملها. ٤ ظ، ش: ما.

1 / 312