190

منصف

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

خپرندوی

دار إحياء التراث القديم

د ایډیشن شمېره

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

د چاپ کال

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وهذا نحو قول أبي إسحاق: إنهم إنما رفعوا الفاعل، ونصبوا المفعول؛ لقلة الفاعلين وكثرة المفعولين، فجعلوا الفتح فيما يكثر، والضم فيما يقل؛ لئلا يكثر في كلامهم١ ما يستثقلون، ولهذا٢ خص ما لا يتعدى "بفعُل". وقوله: إن الفاء في "وَعَد" تحذف في المضارع؛ لوقوعها بين ياء وكسرة، كانت٣ في التقدير: "يوعد، ويوزن". معنى قولهم: الأصل في "قام وباع: قَوَمَ وبَيَعَ" ونحو ذلك: وينبغي أن يعلم أنه ليس معنى قولنا: إنه٤ كان الأصل٤ في "قام، وباع: قَوَمَ وبَيَعَ" وفي "أخاف، وأقام: أخْوَفَ، وأقْوَمَ" وفي "استعان، واستقام: استعْون، واستقْوم" أننا٥ نريد به أنهم قد٦ كانوا نطقوا مدة من الزمان "بقوم، وبيع" ونحوهما مما هو مغير، ثم إنهم أضربوا عن ذلك فيما بعد. وإنما نريد بذلك أن هذا لو نطق به على ما يوجبه القياس بالحمل على أمثاله، لقيل: "قَوَمَ، وبيع، واستقْوم، واستعْون". ألا ترى أن "استقام" بوزن "استخرج"، فقياسه أن يكون "استقوم" إلا أن الواو قُلبت ألفا لتحركها الآن٧ وانفتاح ما قبلها في الأصل، أعني: "قَوَمَ"، ويدل على ذلك أيضا ما يخرج من المعتلات على أصله. ألا ترى إلى قولهم: "استرْوح، واستنْوق الجمل، واستَتْيست الشاة"

١ "في كلامهم": ساقط من ظ، ش. ٢ ظ، ش: فهذا. ٣ ظ، ش: وكانت. ٤، ٤ ظ، ش: "كان في الأصل". ٥ ظ، ش: "أنا" بنون واحدة مشددة. ٦ قد: ساقط من ظ، ش. ٧ الآن: ساقط من ظ، ش.

1 / 190