ومن أشهر آل الباروني في العلم والعمل أبو سليمان داود بن هارون قال الشماخي وبالجملة أنه كان في أيامه تضرب إليه أكباد الإبل في إيضاح كل مشكل وتفسير كل غريب وجواب كل سؤال ، وشهرته في التقى والورع في بلاد نفوسة بل في جميع المغرب أشهر من أن تخفى أ ه ووالده كذلك .
ومنهم أبو عبد الله محمد بن أبي زكريا الباروني قال في السير : كان شيخا فاضلا وحاكما عادلا وكثيرا ما يكاتب أبا سليمان داود ابن هارون ويستفتيه فيما يستشكل من النوازل .
ومن أمرائهم أبو منصور بن أبي زكريا ، قال في السير : كان إماما سالكا على الصراط وحاكما قاضيا بالإقساط ، قدموه حاكما في جبل نفوسة ، وهو أيضا يستفتي في نوازله ومشكلاته أبا سليمان داود بن هارون وجوابه إليه بالتعظيم وكانت حكومته بعد أبيه .
وقد أهملنا ذكر طائفة من آل هذا البيت المبرزين في العلم والسياسة حبا في الاختصار وفرارا من التطويل ، ولكن على كل حال لا ينبغي أن نهمل ذكر إمارة الطود الأشم الذائع الصيت أبي يحيى زكريا لما فيها من بعض حوادث هامة من الجناية على التاريخ أن نغض البصر عنها فنقول :
مخ ۵۶