واقعة مانو سنة سنة 284 ه ( سنة 897 م ) بعد وفاة أبي منصور أسند الإمام ولايات نفوسة إلى أفلح بن العباس الذي فل سيفها البتار على يديه وذلك في واقعة وقعت قريبا من قصر مانو بين نفوسة وبني الأغلب مات فيها من العلماء أربعمائة ومن العامة اثنا عشر ألفا وسببها وتفصيل ما وقع فيها من فظائع بني الأغلب وتوحشهم المنافي للدين والإنسانية تكفل ببيانها المطولات . ومن بعد هذه الواقعة قلت الإمدادات التي كانت ترسل من نفوسة إلى تيهرت بل انقطعت تماما وأخذت قوتهم في القهقرى رويد رويدا إلى أن وصلوا في الضعف والإنحطاط إلى ما هم عليه الآن . وكذلك أمر الإمامة بتيهرت فإنه لاأخذ في الإدبار والإنحلال والوهن لأن النفوسيين هم عدتها القوية ومادة حياتها الروحية ولله الأمر من قبل ومن بعد . وفي أواخر أيام الإمام نقم عليه بعض قرابته فقتلوه رحمه الله سنة 294 ه ( 906 م ) ونصبوا مكانه واحدا منهم وهو أخوه اليقظان بن أبي اليقظان .
إمارة اليقظان آخر من تولى من بني رستم
بعد قتل الإمام المرحوم تولى الأمر أخوه اليقظان بن أبي اليقظان وبقي نحوا من سنتين مهدد الجوانب مضطرب الأحوال مقطع الأوصال بعيدا عما من شأنه أن يعيد الدولة إلى مجدها بعد أن تمكن الضعف من قلبها النابض وتجمعت إليها أسباب الزوال والانقراض من كل جانب ، وقد استفحل أمر الشيعة وظهر داعيتهم عبيد الله على جميع دول المغرب وإماراته فلا مفر من سقوط الدولة الرستمية في قبضتهم أيضا وقد دخل عاصمتها " تيهرت " فعلا أحد أعوانهم أبو عبد الله الحجاني ونهبها وقتل من ظفر به من أسرة بني رستم واستباح أموالهم وقصد المكتبة الكبرى " المعصومة " وأخذ ما فيها من الكتب الأباضية والصناعية والفنية وأحرق ما عدا ذلك كله ومن ثم فقد الأكثر من مؤلفات المذهب والأمر لله وحده.
مخ ۵۱