خروج الطيب بن خلف وفي مدة هذا الإمام تحرك الطيب بن خلف في حيز طرابلس والجبل لإثارة الفتنة واقتفاء أثر والده في الخروج عن الطاعة . فعهد الإمام بتأديبه والقبض عليه إلى أبي منصور الياس الذي جدد له الإمام الولاية حين تسلمه مقاليد الإمامة فصدع بالأمر ووجه إلى الطيب جحفلا جرارا فالتجأ بمحاريبه إلى زواغة وهي معقل أبيه خلف وأتباعه فقصدها أبو منصور وكلم أهلها في شأن تسليمه فأبوا وخالفوا نصيحة أحد عقلائهم فحاربهم أبو منصور وهزمهم شر هزيمة وقتل منهم بشرا كثيرا ، ولما كانت زواغة على البحر فقد تمكن من لم يذعن إلى الطاعة من الفرار إلى جزيرة جربة وفي جملتهم الطيب بن خلف فاقتفى أثرهم أبو منصور وحاصر جربة ثم دخلها سلما وقبض على الطيب وأخذه مقيدا إلى الجبل وحبسه مدة ثم أخرجه حيث تاب وأخلص النية في الطاعة . فسمي لذلك الطيب بن الخبيث بن الطيب ( لأن جده السمح من أعاظم رجال الدولة الذين اشتهروا بالعدل والفضل ) . وفي مدة هذا الإمام توفى البطل المنصور الذي لم يهزم له جيش طول حياته أبو منصور الياس المتحدث عنه عليه رحمة الله ورضوانه .
مخ ۵۰