قال بعض الحكماء : الناس في التوبة على ثلاث منازل:
* رجل تاب عند نفسه ما لم تعرض له شهوة، فإذا عرضت له شهوة أضاع المحاسبة وركبها، وأكثر الناس على هذه.
* ورجل تاب بقلبه وجوارحه تضطرب عليه فتستقيم أحيانا وتعدل أحيانا، وهو في نفسه في جهد وبحسب اجتهاده يزداد ضيقا وكدرا .
* ورجل تاب بقلبه وجوارحه قد عطف بعضها على بعض، فأدمن المحاسبة مخافة أن ينقلب منه شيء أو يظفر به عدوه، وهذا الذي استوجب من الله العصمة والتثبيت.
ولنختم هذه الخصال
بحديث شريف جامع لخلال منيفة:
عن معاذ رضي الله عنه قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيدي فمشى قليلا فقال : ((معاذ أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورحمة اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام، وبذل السلام، ولزوم الإمام، والتفقه في القرآن، وحب الآخرة، والجزع من الحساب، وقصر الأمل، وحسن العمل، وأنهاك أن تشتم مسلما، أو تصدق كاذبا، (أو تكذب صادقا)، أو تعصي إماما عادلا، وأن تفسد في الأرض، يامعاذ: اذكر الله عند كل سحر، وعند كل شجر وحجر، وأحدث لكل ذنب توبة، السر بالسر، والعلانية بالعلانية))، رواه البيهقي من كنز الرشاد للإمام عز الدين رحمه الله، وشرح العلامة ابن حابس رحمه الله تعالى.
وهذا الكتاب القريب المفيد المختصر مما لا يجوز الإخلال به لكل مكلف من العبيد، تيسر جمعه لقاضي القضاة في الأنام، العلامة شيخ الإسلام، شيعي الآل الكرام الفخام:
أحمد بن إسماعيل القرشي العلفي كافاه الله تعالى وجزاه خير الجزاء، وبلغه في الدارين ما يهوى.
مخ ۹۱