الأول: النية:
لأن الأعمال بالنيات، كما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم، فينبغي للعبد أن يحضر في قلبه ويضمر أن ما أتيته من كل فعل أو تجنبته منه فإن ذلك لكل وجه حسن تريده على الوجه الذي تريده، وما أمكنه من الاستكثار من النيات فهو أولى كالجلوس في المسجد (مثلا، ينوي به القربة لفضل المسجد)، والاقتداء بالصالحين، وانتظار الصلوات، وسماع العلم، ونحو ذلك، فقد اشتمل فعل واحد على طاعات متعددة بسبب النية: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}[المائدة:54]، وإن أمكن استحضار النية الحسنة الكاملة في المندوبات والمباحات على سبيل التفصيل عند كل فعل فهو أتم وأفضل، وإلا فعلى سبيل الجملة، ولو قبل (وقت) الفعل على ما ذكره بعض العلماء رحمهم الله تعالى.
الثاني: الجود:
وهو الإنفاق بحسب التدبير، وهو ما قضى به العقل والشرع أو أحدهما، كالواجبات، ثم المندوبات، وما جرت به العادة، وما قدمه الإنسان لنفسه فكنز موضوع لوقت حاجته، ومن عرف من نفسه الصبر عند الحاجة إلى الناس أو عرف بمقتضى جري العادة أنه يقع له خلف عما أنفق حسن منه إنفاق جميع ماله، أو بعضه حسبما يعرف من حاله، ومن لم يعرف ذلك من نفسه، ولم يثق ببقاء قدر كفايته بعد إخراج الواجب فعليه من أمر دنياه بالاقتصار على المحتاج.
نعم، والسخاء والإحسان إلى الغير مما توارد العقل والنقل على حسنهما، ولكن لا يحسن ذلك إلا مع حسن القصد، وأن لا يعلم المعطي استعانة المعطى بما يصير إليه على المعصية، وألا تجحف العطية بحال المعطي على ما ذكر من التفصيل.
مخ ۸۱