من باب إعانة أهل الفساد
قال الهادي عليه السلام في الأحكام: من أعان ظالما ولو بخط حرف أو برفع دواة أو وضعها لقي الله يوم القيامة وهو معرض عنه غضبان عليه، ومن غضب الله عليه فالنار أولى به، أما إني لا أقول ذلك في أحد (من) الظالمين دون أحد، بل أقول: إنه لا تجوز معاونة الظالم ولا معاضدته ولا منفعته ولا خدمته كائنا من كان، من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو من غيرهم، كل ظالم ملعون وكل معين لظالم ملعون، وفي ذلك ما بلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( من جبى درهما لإمام جائر كبه الله على منخريه في نار جهنم))، وفي ذلك ما يقال: إن المعين للظالم كالمعين لفرعون على موسى، وفي ذلك ما بلغنا عن أبي جعفر محمد بن علي رحمة الله عليه أنه كان يروي ويقول: (( إذا كان يوم القيامة جعل سرادق من نار وجعل فيها أعوان الظالمين وجعل لهم أظافير من حديد يحكون بها أبدانهم حتى تبدي أفئدتهم، فيقولون: (ربنا) ألم نكن نعبدك، فقال: بلى؛ ولكنكم كنتم أعوانا للظالمين)).
وبلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( من سود علينا فقد شرك في دمائنا))، والتسويد هاهنا: هو التكثير، فمن كثر بنفسه أو بقوله أو أعان بماله على محق من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد شارك في دمه، ووتررسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دينه، انتهى لفظ الهادي عليه السلام من كلام طويل.
نسأل الله التوفيق والهداية والعصمة في البداية والنهاية، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
ويتلو هذا المختصر المحتاج إليه من علم الباطن
واعلم أن العلم علمان:
علم الظاهر: وهي المسائل الشرعية المتقدم ذكرها .
مخ ۶۱