ينزلان إِلَى الْمَدِينَة حَتَّى يذهب ريح الثوم عَنْهُمَا. قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَة يَفْعَله وَهُوَ بأرضه بالسحرة.
(مَا جَاءَ [فِي مَا] يستشفى بِهِ من الأَرْض الَّتِي تستوباء)
رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله [ﷺ]: [إنَّ لنا أَرضًا] هِيَ ربعنا وميراثنا وَإِنَّمَا وبئت علينا. فَقَالَ لَهُ رَسُول الله [ﷺ]: " دَعُوهَا فَإِن من الغرف التّلف ".
قَالَ عبد الْملك:
وَمعنى قَوْله: وبئت علينا. يَقُول: كثر بهَا الْمَرَض والعلل، وَمعنى قَوْله: " من الغرف التّلف " فالغرف أَيْضا هُوَ من كَثْرَة الْمَرَض والعلل وَالْمَوْت.
و[شكا] قوم إِلَى عمر ﵁ وباء بأرضهم فَقَالَ: لَو تَرَكْتُمُوهَا؟ [قَالُوا]: هِيَ مَعَايِشنَا ومعايش عيالنا. فَأرْسل عمر عَن ذَلِك الْحَارِث بن كلّدة فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ الْبِلَاد الوبيئة هِيَ ذَات [أنجال، وبعوض، وتريب] . والنجل: [هُوَ] الوباء، وَلَكِن لَو خرج أَهلهَا مِنْهَا قريب إِلَى أَن ترْتَفع الثريا وأكلوا بهَا البصل والكرّاث
1 / 55