المؤمنين به؛ حق المعرفة المأمور بها، أن طريقة السلف أسلم [وطريقة الخلف] ١ أعلم وأحكم.
وهؤلاء إنما أتوا، من حيث ظنوا أن طريق السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث؛ من غير فقه ذلك، بمنزلة الأميين أو أن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات، وغرائب اللغات.
فهذا الظن الفاسد، أوجب تلك المقالة التي مضمونها نبذ الإسلام وراء الظهر. وقد كذبوا وأفكوا على طريقة السلف، وضلوا في تصويب طريقة الخلف فجمعوا بين باطلين: الجهل بطريقة السلف في الكذب عليهم، والجهل والضلال بتصويب طريقة غيرهم".
ثم استشهد على ذلك بكلام للحافظ ابن رجب في كتابه "فضل علم السلف على علم الخلف" فليراجعه من شاء.
والظن الذي أتوا منه المخالفون هو مما يكرر ذكره بعض المؤيدين لمذهب الخلف على مذهب السلف، ويتوهم صحته بعض الكتاب الإسلاميين الذين لا علم عندهم بأقوال السلف، ويسمونه بـ"التفويض"، وهو مما يكثر الكوثري عزوه إليهم زورا، فيقول في تعليقه على "السيف الصقيل" "ص١٣": "الذي كان عليه السلف إجراء ما ورد في الكتاب والسنة المشهورة "؟ " في صفات الله سبحانه على اللسان، مع التنزيه بدون خوض في المعنى، ومن غير تعيين المراد"!
وأعاد هذا المعنى مواضع أخرى منه "ص١٣١ و١٤٥"، وجر على منواله قرينه المتعاون معه على تحريف نصوص كتاب "الأسماء والصفات" للبيهقي ذاك في التعليق عليه، وهذا في التقديم له في كتابه الذي سماه "فرقان القرآن بين صفات الخالق وصفات الأكوان" أعني الشيخ سلامة القضاعي
_________
١ سقطت من "المختصر" واستدركتها من "اللوامع" "١/ ٢٥".
1 / 35