186

* ذكر فتح الأندلس وما وجد فيها

في (1) خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان فتحت على يد الأمير طارق [بن زياد] (2) في سنة ثلاث وتسعين. وجد في مدينة طليطلة من أعمال الأندلس بيتين مغلقين فتح أحدهما فوجد فيه أربعة وعشرون تاجا لم يعلم أحد / قيمة الواحد منها.

وعلى كل تاج اسم صاحبه ، وكم مدة ملك ، ووجد فيه مائدة سليمان [ عليه السلام ] لم يعلم لها أحد قيمة.

فحمل الجميع الوليد فيما (3) أخذ من الغنائم ، وفتح البيت الثاني ، وكان عليه أربعة وعشرون قفلا ، فسأل عنه ، فقيل له : إن كل من ملك هذه المدينة من الملوك أصحاب التيجان التي (4) في ذلك البيت الأول يضع على هذا البيت قفلا ولا يفتحه ولا يعلم ما فيه.

فلما كان هذا قيل لهذا الملك : إن في هذا البيت كنوزا وذخائر لمن سلف من الملوك ، فأحب أخذ ذلك. فنهاه العقلاء فلم يقبل ، ففتحه ، فإذا فيه قيمة صور العرب على صفاتهم وهيئاتهم ، عندهم لوح من ذهب مكتوب فيه : من فتح هذا البيت ملكت العرب هذا الإقليم في عامه. فكان كذلك. فضمت الغنائم والتيجان والمائدة وجهزوا الأمير.

** فتح بخارى :

على يد عبد الله في سنة أربعة وخمسين لما فتحت ودخلها المسلمون ، كانت زوجة الملك فتح خاتون عولت على الهرب فأدركها الجيش فلبست إحدى خفيها وتركت الأخرى وأسرعت في الهرب ، فأخذ فردا لواحدة رجل من المسلمين باعها بثمانية آلاف دينار .

** ذكر شيء من الملوك السالفة وعدلهم في الرعية مع ما كانوا عليه من الكفر :

كان من ملوك العجم ملك يسمى جلال الدولة وكان ملكا جليلا مهابا عظيم القدر بين الملوك ، وكان شأنه العدل في الرعية والإنصاف بينهم. فركب يوما للصيد ومعه جماعة من خواصه فلقيه رجل يبكي ، فقال له : ما بالك؟

مخ ۱۹۵