185

وملك الحصون يكشف عليهم في كل أسبوع مرة بنفسه خوفا على السد. فوضع القصاد آذانهم عند الباب وإذا من داخله جلبة عظيمة وهمهمة. وعلى آخر السد من الجهتين حصنين عظيمين في ارتفاع بناء السد ، وعندهم عيون ماء عذب ، وفي الحصون بقية اللبن الحديد الذي فضل من العمارة طول اللبنة ذراعين ونصف في سمك ذراع.

فلما رأوا ذلك عادوا مجدين السير ذهابا وإيابا ، فكان مدة الغيبة ثمانية وعشرون شهرا.

فلما قدمنا من السفر حكى سلام الترجمان لأمير / المؤمنين ما تقدم وصفه فعجب مما أعطاه الله سبحانه للملك الإسكندر من القوة والسلطان.

** نبذة من صفات يأجوج ومأجوج :

مما نقلناه من تفسير القرآن العظيم بسنده : قوله تعالى : ( يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض ) [الكهف : 94].

قال الضحاك ، والسدي : الترك ، السرية من يأجوج ومأجوج وهم كخلق الناس فتركهم الإسكندر خارج السد.

وقال قتادة : اثنان وعشرون قبيلة.

وقال ابن عباس رضياللهعنه في رواية عطاء : أن الناس جميعهم في الدنيا عشرة أجزاء الخلق من الناس جزء واحد ، ويأجوج ومأجوج تسعة أجزاء.

وعن (1) حذيفة مرفوعا قال : «لا يموت الرجل منهم حتى يرى ألف ذكر من صلبه يحملون السلاح ، طول الواحد منهم مائة وعشرون ذراعا ، وصنف غيرهم طول الواحد مائة وعشرون ذراعا وعرضه مائة وعشرون ذراعا ، وصنف يفترش إحدى أذنيه ويتغطى بالأخرى».

وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضياللهعنه : فيهم من طوله شبر ، وفيهم من هو مفرط في الطول ، يصيف في إحدى أذنيه ويشتي في الأخرى ، وكذلك القوم الذين عند مطلع الشمس ليس لهم دور يأووا إليها ، وإنما لهم مسارب تحت الأرض يدخلوها إذا طلعت الشمس هربا من حرارتها لأن أرضهم منزحرة لا تحمل البناء.

أحدهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى لا يفهم أحد كلامهم ، وكذلك لا يفقهون لأحد مقالا.

مخ ۱۹۴