Mukhtasar al-Fawa'id al-Makkiyah fi ma Yahtajuhu Talabat al-Shafi'iyyah

Alawi bin Ahmad Al-Saqqaf d. 1335 AH
12

Mukhtasar al-Fawa'id al-Makkiyah fi ma Yahtajuhu Talabat al-Shafi'iyyah

مختصر الفوائد المكية فيما يحتاجه طلبة الشافعية

پوهندوی

يوسف بن عبد الرحمن المرعشلي

خپرندوی

دار البشائر الإسلامية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

۱۴۲۵ ه.ق

د خپرونکي ځای

بيروت

وَكَفَى بهذه الآيةِ دَلِيلاً على شَرَفِ العِبَادةِ، ولُزُومِ الإِقْبَالِ عَلَيْها، فَأَعْظِمْ بِأَمْرَيْنِ هما المقصودُ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ تعالى، فَحُقَّ للعَبْدِ أن لا يَشْتَغِلَ إلاَّ بِهِما، ولا يَنْظُرَ إلَّا فيهما. وَاعْلَمْ أنّ ما سِواهُما مِنَ الأمور لا خَيْرَ فيه، ولا حاصِلَ فیه.

[فضل العلم]

فإذا عَلِمْتَ ذلك فَاعْلَمْ أنَّ العِلْمَ أَشْرَفُ الجَوْهَرَيْنِ وَأَفْضَلُهما، وَمَعَ ذلك فلا بُدَّ مع العِلْمِ مِنَ العَمَلِ بِهِ، وإلَّ كان هَباءً مَنْثوراً؛ فَإنَّ العِلْمَ بِمَنْزِلَةِ الشَّجَرَةِ، والعِبَادَةَ بمنزلةِ الثَّمَرَة. والشَّرَفُ لِلشَّجَرَةِ؛ إِذْ هِيَ الأَصْلُ، للكِنَّ الانتفاعَ إنّما يَحْصُلُ بِثَمَرِها، فَإِذَنْ لا بُدَّ أن يكونَ لَكَ مِنْ كُلِّ مِنَ الأَمْرَيْنِ حَظُّ ونَصِيبٌ، بل لا بُدَّ للعَبْدِ من أربعةِ أشياء: العِلْمُ، والعَمَلُ، والإِخْلاصُ، والخوفُ.

فَيَعْلَمُ الطريقَ أَوَّلاً، وَإِلَّا فهو أَعْمَى، ثمَّ يَعْمَلَ بِعِلْمِهِ ثانياً، وإلاّ فَهُوَ مَحْجُوبٌ، ثم يُخْلِصَ العَمَلَ ثالثاً، وَإِلَّا فَهُوَ مَغْبُونٌ، ثُمَّ لا يزالُ يخافُ وَيَحْذَرُ مِنَ الآفاتِ، وَإِلَّا فَهُوَ مَغْرُورٌ؛ فَإِنَّ الأَعْمالَ بِخَواتيمها، وما يَدْرِي ما يُخْتَمُ له). اهـ.

وفي ((نَشْرِ الأَعْلام)) لِشَيْخِنَا العلاَّمة مُفتي الدِّيارِ اليمنيّة السيِّد محمَّد بنِ أَحْمَد بن عَبْدِ البارِي(١) شرح ((البَيَان)) للسيد أبي بكر

(١) هو السيّد محمد بن أحمد بن عبد الباري الأهدل الحُسَيْنِي التُّهامِي، مِن أهل تِهامَة اليمن، الشافعي وُلد سنة ١٢٤١ هـ، له كتب كثيرة منها: ((تسديد البيان للمشتغلين بحكمة اليونان)) توفي سنة ١٢٩٨ هـ. (انظر: ((نيل الوطر في أعيان =

12