13

Mukhtasar al-Buwayti

مختصر البويطي

ایډیټر

علي محيي الدين القره داغي

خپرندوی

دار المنهاج

د چاپ کال

۱۴۳۶ ه.ق

د خپرونکي ځای

جدة

ژانرونه

فقه شافعي

ولكن حسبك قوله تعالى: ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ﴾، قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: (فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأهل العلم، وناهيك بهذا شرفاً وفضلاً، وجلالاً ونبلاً!).

وحسبك قوله صلى الله عليه وسلم: ((من يرد الله به خيراً .. يفقهه في الدين، ويلهمه رشده)) ... وغيره من الفضائل والمآثر التي تضيق هذه العجالة عن بسطها والمقام عن حصرها.

هذا، وقد شهد القرن الثاني والثالث الهجريان نهضة في كافة المجالات؛ السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها، نهضة أبرزت الكثير والعديد من الرجال الكبار؛ من حفاظ ومحدثين وفقهاء، وقادة ومفكرين وفلاسفة ونحاة ولغويين، وشعراء وأدباء.

وفي هذين القرنين نهضت مدنٌ كثيرة وكبيرة؛ كدمشق وبغداد والبصرة والمدينة ومصر وغيرها، فأصبحت محط طلبة العلم والعلماء، ومعتركاً للرأي، ومقصداً للشعراء والأدباء، وأخذ شأنها يرتفع ويعلو، والحضارة فيها تزدهر وتسمو.

وفيهما أيضاً انتعشت العلوم والفنون ونشأت المذاهب الفقهية، ودُوِّن

12