12

Mukhtasar al-Buwayti

مختصر البويطي

ایډیټر

علي محيي الدين القره داغي

خپرندوی

دار المنهاج

د چاپ کال

۱۴۳۶ ه.ق

د خپرونکي ځای

جدة

ژانرونه

فقه شافعي

بين يدي الكتاب

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله على توالي نعمه وآلائه، والصلاة والسلام على صفوة عباده وأشرف أنبيائه، وعلى آله وأصحابه أهل ودّه وثنائه، صلاة دائمة لا تنقطع إلى يوم لقائه.

وبعد:

فالعلم أشرف ما رغب فيه الراغبون، وأفضل ما جدَّ وسعى في تحصيله الطالبون، وأينع مجتنىّ، وأغلى مقتنيّ، قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ لا يمكن أبداً أن يستوي العالم والجاهل في الفضيلة، كما لا يمكن أن يستوي الذهب وغيره من المعادن الرخيصة، ولله در القائل حين قال:

رأيت العلم صاحبه شريفاً، وإن رُبِّيَتْهُ آباءٌ لئام

فلولا العلم ما سعدت نفوس ولا عُرف الحلال ولا الحرام
ففي العلم النجاةُ من المخازي وفي الجهل المذلةُ والرغام
هو الهادي الدليلُ إلى المعالي ومصباحٌ يضيء به الظلام

فللعلم عموماً والفقه خصوصاً فضائل لا تنتهي، ومآثر لا تنقضي،

11