۱۹۲۷: مختارات قصصيه لريونوسكيه اکوتاګاوا
١٩٢٧: مختارات قصصية لريونوسكيه أكوتاغاوا
ژانرونه
ابتسم إيياس لأول مرة، إن الحياة تبدو له واضحة جلية مثل خارطة طريق طوكايدو. إنه يشعر بحقيقة أن لجنون كوتشيا - مثلما لكل شيء - ظاهر وباطن كما علمته الحياة دائما، إن ذلك التوقع هذه المرة أيضا، تطابق مع خبرته التي تخطت السبعين عاما ... «بالضبط كما توقعت.» «ماذا نفعل في تلك المرأة؟» «لا بأس، دعها كما هي في خدمتك.»
كان ناوتاكا يشعر بالغضب قليلا. «ولكن، ماذا عن جريمة السخرية من مقامكم؟»
صمت إيياس لبعض الوقت، ولكن كانت عيون قلبه تتجه نحو ظلام في قاع الحياة، ونحو الوحوش المتعددة داخل ذلك الظلام. «هل تسمح لي بأن أفعل بها ما يتراءى لي؟» «ماذا! السخرية من مقامي! ...»
في الواقع كان ذلك أمرا لا يشك فيه ناوتاكا بتاتا، ولكن أجاب إيياس سريعا برد مهيب وكأنه يتوجه به إلى أعدائه وهو كما هو يفتح عينيه على وسعهما: «كلا، من المحال أن يسخر مني أحد!» ••• (اليوم السابع من الشهر الخامس للعام الثاني من عصر شوا [7 / 5 / 1927].)
شتاء
ذهبت سيرا على الأقدام إلى سجن إيتشيغايا ، أرتدي معطفا ثقيلا ومعتمرا قبعة أستراخان روسية. لقد دخل ابن عم
1
لي هذا السجن قبل أيام قليلة، وكنت أزوره ممثلا لجميع أفراد العائلة، ولكن من المؤكد أنني كنت أشعر كذلك بالفضول تجاه السجن.
مع اقتراب شهر فبراير تبقت في الشوارع رايات إعلانات المحلات، ولكن أصاب كساد الشتاء المدينة بأكملها فقل عدد المارة. شعرت أن الإرهاق الجسدي قد تغلغل في كياني شخصيا وأنا أصعد المنحدر. لقد مات عمي في شهر نوفمبر من العام الماضي بسرطان الحنجرة، ثم هرب أحد فتيان العائلة من بيتهم في أول هذا العام، ولكن كان القبض على ابن عمي وسجنه الضربة الأكثر إيلاما لي. كان علي أن أتفاوض مرات عديدة مع شقيق السجين الأصغر منه، مفاوضات أبعد ما تكون عن طبيعة شخصيتي. ليس هذا فقط، بل إن المشاكل العاطفية بين الأقارب المتعلقة بذلك الحدث كثيرا ما يتولد عنها حرص يصعب فهمه إلا لمن ولد في طوكيو. كنت لا أستطيع منع رغبة عارمة داخلي في الراحة بعد زيارة ابن عمي هذه لمدة أسبوع في مكان ما ...
كان سجن إيتشيغايا محاطا بحاجز ترابي عال ذبلت حشائشه، ليس هذا فقط، ولكن على الجهة الأخرى من بوابة شبكية مصنوعة من خشب غليظ تشبه بوابات القرون الوسطى، يرى من خلالها حديقة فرشت بالحصى، بها أشجار سرو اسودت بسبب الصقيع، وقفت أمام تلك البوابة وسلمت بطاقة اسمي لحارس تدلت لحيته الطويلة الرمادية فبدا أنه إنسان صالح، رافقني الحارس إلى غرفة انتظار ذات إفريز جف عليه عفن سميك، لا تبعد كثيرا عن البوابة، وهناك جلس عدد من المنتظرين غيري على مقاعد ذات وسائد نحيلة. كان أكثرهم لفتا للأنظار امرأة في الرابعة أو الخامسة والثلاثين من عمرها، تقرأ في مجلة وتضع على كتفيها معطفا تقليديا أسود اللون.
ناپیژندل شوی مخ