288

مستهينا بمن دخلت عليهم

غير مستأذن ولا هياب

فتراني ألف بالرغم منهم

كل ما قدموه لف العقاب

يقال: لف الرجل في الأكل، قبح فيه وأكثر منه خالطا بين صنوفه، ولف العقاب: أي كما يلف العقاب الصيد ويجعله تحت رجليه.

ومر طفيلي على قوم يأكلون، فقال ما تأكلون؟ فقالوا - من بغضهم له: سما، فأدخل يده في الطعام وقال: الحياة بعدكم حرام.

ومر طفيلي بقوم من الكتبة في مشربة لهم، فسلم ثم وضع يده يأكل معهم، قالوا له: أعرفت منا أحدا؟ قال: نعم، عرفت هذا، وأشار إلى الطعام.

وأظن أن من لم يقرأ منكم عن أشعب فقد سمع بصدر من نوادره، فقد كان - رحمه الله - من أطبع الطفيليين وأشرهم، حتى لقد قيل له ما بلغ من طمعك؟ قال: لم أنظر إلى اثنين يتساران إلا ظننتهما يأمران لي بشيء.

ووقفت مرة على رجل يعمل طبقا فقال له: أسألك بالله إلا ما زدت في سعته طوقا أو طوقين! فقال له: وما معناك في ذلك؟ قال: لعل يهدى إلي فيه شيء!

ومن ظريف بدائهه أنه ساوم رجلا في قوس عربية، فسأله فيها دينارا، فقال أشعب: والله لو أنها إذا رمي بها طائر في جو السماء وقع مشويا بين رغيفين ما أعطيتك بها دينارا! •••

ناپیژندل شوی مخ