342

موجز

الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة

ژانرونه

وقال في غير القرآن من الخلق: (ولنجعلك آية للناس) (¬1) ، وقال: (وجعلنا الليل والنهار آيتين) (¬2) . ومثل هذا في كتاب الله عز وجل من التمثيل والتشبيه للقرآن بغيره من الخلق مما يوجب أن القرآن داخل في جملة الخلق، غير خارج منها، فيجب عليكم أن تقضوا على القرآن بأنه خلق، كما قضيتم على سائره مما ذكرنا وما لم نذكره بأنه خلق، كما وقع في التمثيل به في الصفة، والتشبيه له في الحلية، أو تقضوا على سائر القرآن مما ذكرنا من الخلق الذي سوى الله بينه وبين القرآن في الصفة، على أن ذلك كله ليس بخلق، إذ كنتم تقضون بالتسوية في الصفة على التسوية في الحكم إن كنتم تعلمون، بل أنتم قوم تجهلون. وهذه الجملة كافية في هذا الباب، إن شاء الله تعالى.

باب القول في حجة (¬3) الله على الخلق كيف قامت وبم قامت،

والرد على من قال بغير الحق في ذلك .

¬__________

(¬1) سورة البقرة آية رقم 259، وتكملة الآية (وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على شيء قدير(.

(¬2) سورة الإسراء آية رقم 12.

(¬3) الحجة: الدلالة المبينة للمحجة أي المقصد المستقيم، والذي يقتضي صحة أحد النقيضين. ووردت في القرآن بمعنى المنافرة والمخاصمة، قال تعالى: (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) سورة البقرة آية 258، ووردت بمعنى البرهان تارة من المؤمنين مع الكفار، قال تعالى: (لا حجة بينا وبينكم(. سورة الشورى آية رقم 15، وتارة من الكفار بحسب اعتقادهم، قال تعالى: (ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا(. الجاثية آية رقم 25، وتارة من الحق إلى الخلق بآيات القرآن وإظهار البرهان، قال تعالى: (قل فلله الحجة البالغة) البقرة آية 150. راجع المفردات 107، والبصائر 2: 431، 432.

مخ ۱۴۶