فهناك طائفة «المستضعفين» الذين يعيشون في المستنقعات النهار بطوله، وعندما يجيء المساء، يقتربون من الشواطئ رافعين رءوسهم فوق سطح الماء، مفعمين صدر الليل بضجيج قبيح تأباه المسامع والأرواح.
وهناك طائفة «المستبعضين » والبعوض من مولدات المستنقعات أيضا، وهم الذين يرفرفون حول أذنك بنغمة تافهة رفيعة شيطانية سداها النكاية ولحمتها البغضاء.
وهناك طائفة «المستطحنين» وهي طائفة غريبة، في داخل كل فرد من أفرادها حجر يدار بالكحول، فيولد جعجعة جهنمية أخفها أثقل مما تحدثه حجارة الرحى.
وهناك طائفة «المستبقرين» وهم الذين يملئون أجوافهم حشيشا، ثم يقفون على منعطفات الشوارع والأزقة، مبطنين الهواء بخوار ألطفه أغلظ من خوار الجاموس.
وهناك طائفة «المستبومين» وهم الذين يصرفون الساعات بين مقابر الحياة وأجداثها، محولين سكينة الدجى إلى عويل أفرحه أحزن من نعيب البوم.
وهناك طائفة «المستنشرين» وهم الذين لا يرون من الحياة إلا أخشابها، فيصرفون الأيام بتجزئتها وتفصيلها، محدثين بذلك خشخشة أعذبها أضنك مما تحدثها المناشير.
وهناك طائفة «المستطبلين» وهم الذين يقرعون نفوسهم بمطارق ضخمة، فيخرج من أفواههم الفارغة قرقعة، ألطفها أغلظ من قرقعة الطبول.
وهناك طائفة «المستعلكين» وهم الذين لا شغل لهم ولا عمل، فيجلسون حيثما يجدون مقعدا، ويمضغون الكلام ولكنهم لا يلفظونه.
وهناك طائفة «المستهرئين» وهم الذين يستغيبون الناس، ويستغيبون بعضهم بعضا، ويستغيبون نفوسهم، ولكنهم يدعون الاستغاثة باسم المجون، والمجون ضرب من الجد، ولكنهم لا يعلمون.
وهناك طائفة «الأنوال» التي تحوك الهواء بالهواء، ولكنها تظل هي بدون قمصان ولا سراويل.
ناپیژندل شوی مخ