.. يبيحون المدام وَلَا انتقاد ... وقارهم ويزدادون غيا
وهم مَعَ مَا بدا لَك من عفاف ... يحبونَ الصبية والصبيا
ويهوون المثالث والمثاني ... وَشرب الراح صبحًا أَو عشيا
على الرَّوْض الَّذِي يهدي لطرف ... وأنف منْظرًا بهجًا وريا
وَقد صدح الْحمام وَمَال غُصْن ... وَأمسى النَّهر صبا أريحيا
فَلَا تلم السرى على ارتياح ... حكى طَربا بجانبه سريا
ويرتاح ارتياحًا بالمثاني ... وَلَا يَنْفَكّ بالنعمى يحيا
فبادر نَحْو نَاد مَا خلا من ... نداك فقد عهدتك لَو ذعيا ...
فَكَانَ جَوَابه ... أَبيت سوى الْمَعَالِي يَا عليا ... فَمَا تنفك دهرك أريحيا
تميل إِذا النسيم سرى كغصن ... وتسرى للمكارم مشرفيا
وترتاح ارتياحًا بالمثاني ... وتقتنص الصبية والصبيا
وتهوى الرَّوْض قَلّدهُ نداه ... وَألبسهُ مَعَ الْحلَل الحليا
وَإِن غنى الْحمام فَلَا اصطبار ... وَإِن خَفق الخليج فنيت حَيا
تذكرني الشَّبَاب فلست أَدْرِي ... أصبحًا حِين تذكر أم عشيا
فَلَو أدركتني والغصن غض ... لأدركت الَّذِي تهوى لديا
وَلم أترك وحقك قدر لحظ ... وَقد ناديتني ذَاك النديا ...