189

مفردات الفاظ القرآن

مفردات ألفاظ القرآن‌

پوهندوی

صفوان عدنان الداودي

خپرندوی

دار القلم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٢ هـ

د خپرونکي ځای

الدار الشامية - دمشق بيروت

[طه/ ٢٢]، أي: جانبك وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ [القصص/ ٣٢]، عبارة عن اليد، لكون الجناح كاليد، ولذلك قيل لجناحي الطائر يداه، وقوله ﷿: وَاخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء/ ٢٤]، فاستعارة، وذلك أنه لما كان الذلّ ضربين: ضرب يضع الإنسان، وضرب يرفعه- وقصد في هذا المكان إلى ما يرفعه لا إلى ما يضعه- فاستعار لفظ الجناح له، فكأنه قيل: استعمل الذل الذي يرفعك عند الله من أجل اكتسابك الرحمة، أو من أجل رحمتك لهما، وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ [القصص/ ٣٢]، وجَنَحَتِ العير في سيرها: أسرعت، كأنها استعانت بجناح، وجَنَحَ الليل: أظلّ بظلامه، والجِنْحُ: قطعة من الليل مظلمة. قال تعالى: وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها [الأنفال/ ٦١]، أي: مالوا، من قولهم: جنحت السفينة، أي: مالت إلى أحد جانبيها، وسمي الإثم المائل بالإنسان عن الحق جناحا ثم سمّي كلّ إثم جُنَاحًا، نحو قوله تعالى: لا جُناحَ عَلَيْكُمْ «١» في غير موضع، وجوانح الصدر: الأضلاع المتصلة رؤوسها في وسط الزور، الواحدة: جَانِحَة، وذلك لما فيها من الميل. جند يقال للعسكر الجُنْد اعتبارا بالغلظة، من الجند، أي: الأرض الغليظة التي فيها حجارة ثم يقال لكلّ مجتمع جند، نحو: «الأرواح جُنُودٌ مُجَنَّدَة» «٢» . قال تعالى: إِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ [الصافات/ ١٧٣]، إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ [الدخان/ ٢٤]، وجمع الجند: أَجْنَاد وجُنُود، قال تعالى: وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [الشعراء/ ٩٥]، وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر/ ٣١]، اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْها [الأحزاب/ ٩]، فالجنود الأولى من الكفار، والجنود الثانية التي لم تروها الملائكة. جنف أصل الجَنَف ميل في الحكم، فقوله تعالى: فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا [البقرة/ ١٨٢]، أي: ميلا ظاهرا، وعلى هذا: غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ [المائدة/ ٣]، أي: مائل إليه. جنى جَنَيْتُ الثمرة واجْتَنَيْتُهَا، والجَنْيُ: المجتنى من الثمر والعسل، وأكثر ما يستعمل الجني فيما

(١) سورة البقرة: آية ٢٣٦، وهو في سورة البقرة متعدّد المواضع. [.....] (٢) الحديث صحيح، أخرجه البخاري في الأنبياء: باب الأرواح جنود مجندة تعليقا، ومسلم في البر والصلة برقم (٢٦٣٨) . وانظر: فتح الباري ٦/ ٢٦٣، وشرح السنة ١٣/ ٥٧.

1 / 207