أحدثها - فيما نرجح - كاتب النسخة؛ وقد أصابت هذه التغييرات العنوان؛ والمقدمة، والمتن. أما العنوان فهو في هذه النسخة:
تاريخ الواصلين في أخبار الخلفاء والملوك والسلاطين تأليف كاتبه ومؤلفه
ويلى هذا السطر الأخير سطران آخران يحملان اسم المؤلف ووظيفته، وقد امحت معظم حروفهما، وقد استطعنا قراءتهما فإذا بهما «شمس الدين كاتب السر»، وهو نفس الاسم الوارد في حرد الكتاب في آخر صفحة من هذه النسخة، فالنص هناك: «. . . وكان الفراغ منه يوم الخميس المبارك حادى عشر محرم سنة إحدى وعشرين [و] ثمانمائة، ختمت بالخير والحسن على يد الفقير شمس الدين أحمد بن أحمد بن محمد الزينى، كاتب السر لحضرة مولا [نا] السلطان برقوق أدام الله عزه وأنصاره».
وقد لاحظت أن الخط الذى كتب به لفظا «تاريخ الواصلين» على الغلاف يختلف عن الخط الذى كتب به بقية العنوان واسم المؤلف؛ فالخط الذى كتب البيانات الأخيرة أحدث من الخط الذى كتب اللفظين الأوّلين، مما جعلنى أرجح أن هذه البيانات أضيفت عند ضم الكتاب إلى المكتبة الأهلية بباريس، وأن مضيفها أخذها عن المقدّمة والخاتمة، فقد ظن - اعتمادا على ما جاء في الخاتمة - أن كاتب النسخة هو مؤلفها.
أما المقدّمة فتوحى بشئ آخر، توحى بأن كاتب النسخة أراد أن ينسب الكتاب لنفسه، فغير العنوان الأصلى «مفرّج الكروب في أخبار بنى أيوب»، واختار له عنوانا جديدا هو «تاريخ الواصلين في أخبار الخلفاء والملوك والسلاطين» - وهو العنوان الذى أضافه المضيف على الغلاف -.
وأبعد هذا المغتصب مقدّمة المؤلف، وحذف القسم الأوّل من الكتاب الخاص بدولة الأتابكة، وأوضح أن منهجه التأريخ للحوادث من سنة ٥٣٠ إلى سنة ٦٨٠، ولست أدرى لم اختار سنة ٥٣٠ بالذات بدءا لتاريخه. وقد أوضح هذا كله في مقدمته التي اصطنعها للكتاب مكان مقدّمة المؤلف، قال: «. . . وبعد، فهذا كتاب جمعت فيه أخبار الملوك والخلفاء والسلاطين، وما حدث في أيامهم وأوقاتهم ودولتهم
م 1 / 10