وأما المائة والعشرون فإنها تعد درج الفلك ثلاث مرات ولها من البروج أربعة والأربعة تعد كل البروج ثلاث مرات وتقسم دائرة الفلك بثلاثة أشكال متساوية متناسبة كل شكل منها مناسب لكل الدائرة وزاو يته التي على المركز زاوية قائمة وثلث وأما التسعون فإنها تعد درج الفلك أربع مرات ولها من البروج ثلاثة والثلاثة تعد كل البروج أربع مرات وتقسم دائرة الفلك بأربعة أشكال متساوية متناسبة كل شكل منها مناسب لكل الدائرة وزاو يته التي على المركز قائمة وأما الستون فإنها تعد كل درج الفلك ست مرات ولها من البروج اثنان والاثنان يعدان كل البروج ست مرات ويقسمان دائرة الفلك بستة أشكال متساوية متناسبة كل شكل منها مناسب لكل الدائرة وتحيط زاو يته التي على المركز بثلثي قائمة
وأما الفلاسفة العدديين فإنهم كانوا يسمون النصف والثلث الحسابين العظيمين وقالوا إن منهما ومن تضعيف بعضهما ومن نسبة أحدهما إلى الآخر على قدر النصف والثلث تكون مناسبة درج الفلك التي هي المناظرة وقالوا إن نظر المقابلة هو من زاو يتين متساو يتين وإذا لزم أحد عدد نصفي الفلك شيآ من النسبة لزم النصف الآخر مثله ثم قسموا كل واحد منهما بنصفين فصار كل قسم تسعين درجة وهو نظر التربيع ثم قسموا النصف بثلاثة أقسام فصار كل ثلث ستين درجة وهو نظر التسديس ثم أضعفوا درج التسديس فكان عشرين ومائة وهو نظر التثليث فالثمانون والمائة الجزء فيها المائة والعشرون ونصفها والمائة والعشرون فيها التسعون وثلثها والتسعون منها الستون ونصفها فقد صار عند نسبة أحدها إلى الآخر يوجد في العدد الأكثر المتقدم لصاحبه مثل الأول ومثل نصفه أو مثله ومثل ثلثه فلذلك اتخذوا هذه الأقدار مناظرات
مخ ۶۱۲