فلهذه العلل صارت درج أشراف الكواكب في هذه المواضع ومن صواب هذا العمل وحقيقته أن درج شرف الكواكب العلوية وقعت في الأوتاد ودرج شرف الكواكب السفلية صارت في المواضع الموافقة لها ليكون كل واحد منها إذا كان في تلك الدرجة كان في غاية إظهار طبيعته وصارت درج السعود قبل درج النحوس المخالفة لها لأن ابتدائات الكون للسعود ثم يتعقبها الفساد التي هي من دلالات النحوس
فأما قوم فاعتلوا في بعد تلك الدرج في المريخ والزهرة بأن قالوا إذا كان المشتري في درجة طالع العالم فهو مواز لدرجة المريخ وقد علمنا أن النحوس تضر بالسعود فأردنا أن نجعل لبعد ما بينهما حدا معلوما فاستدللنا عليه من بعد القمر من الشمس ورؤيته لأن دلالتهما على ما يحدث في هذا العالم أظهر من دلالة سائر الكواكب وعلى قدر بعده منها يكون كثرة التغييرات في الأشياء ووجدنا القمر إنما يكون عامة رؤيته إذا تباعد عنها اثنتي عشرة درجة وصار في الدرجة الثالثة عشر فزدنا على النصف من الجدي ثلاث عشرة درجة بالفلك المستقيم فوقع في الدرجة الثامنة والعشرين منه
مخ ۴۹۲