وأما الزهرة فإنا عملنا بها كعملنا بالمريخ إلا أنا زدنا على مكانها إحدى عشرة درجة لأنها ترى إذا كان بعدها من الشمس أقل من بعد المريخ ومقدار جرمها أقل من مقدار جرم المريخ بدرجة واحدة فنقصنا تلك الدرجة الواحدة من اثنتي عشرة درجة فبقيت إحدى عشرة درجة فزدناه على خمس عشرة درجة من الحوت فبلغ إلى الدرجة السابعة والعشرين فهناك درجة شرفها الفصل الثامن في اختلاف حدود الكواكب
إنا وجدنا الحدود على خمسة أصناف فأما أحدها فهو حدود أهل مصر والثاني حدود بطلميوس والثالث حدود الكلدانيين وهم أهل بابل والرابع حدود اسطراطو والخامس حدود الهند
فأما اسطراطو فإنه قسم كل برج بين سبعة كواكب وجعل للنيرين حظا في الحدود واحتج على ذلك بأن قال إنه ليس في الفلك حظ للكواكب إلا وللشمس والقمر مثله
فأما سائر من ذكرنا فإنهم قسموا البرج الواحد بين الكواكب الخمسة المتحيرة ولم يجعلوا للنيرين فيه حظا وإنما طرحوا قسمة النيرين من حدود البروج لأنهما يشاركان الكواكب في بيوتها
فأما بعض الأوائل فزعم أن للشمس شركة مع أربابها في البروج التي في نصف الفلك وهو من أول الأسد إلى آخر الجدي وللقمر شركة في البروج التي في النصف الآخر مع أصحابها وهو من أول الدلو إلى آخر السرطان
وبعضهم زعم أن للشمس شركة في النصف الأول من البروج الذكورة مع أصحابها وللقمر شركة في النصف الآخر منه فأما البروج المؤنثة فإن من أولها إلى أنصافها الشركة للقمر مع أصحابها والنصف الأخير الشركة للشمس مع أصحابها فلما كان النيران يشاركان الكواكب في هذه البروج على النحو ين اللذين ذكرنا استغنوا بهذا الحظ الذي لهما في البروج عن أن يجعلوا لهما في الحدود حظا
مخ ۴۹۴