فقد تبين لنا بهذه الصفة أن قوة الكواكب في أنصاف البروج وقد كنا ذكرنا في القول الثاني أن الحمل والسرطان هما البرجان المقبلان الزائدان لزيادة النهار فيهما وارتفاع الشمس علينا وأن الميزان والجدي هما المدبران الناقصان لنقصان النهار فيهما وانخفاض الشمس عنا فعلمنا أن أولى الأماكن بشرف السعود البرجان الزائدان المقبلان وإن أولى الأماكن بشرف النحوس البرجان الناقصان المدبران لأنه لا يكون شرف كوكبين في برج واحد كما أنه لا يكون برج واحد بيتا لكوكبين فلما وجدنا الشمس إذا صارت في الحمل ابتدأت بالصعود وزيادة النهار على الليل علمنا أن أولى الأماكن بشرف الشمس الحمل وفي خمس عشرة درجة منه أقوى ما يكون وقد بينا في الفصل الرابع من هذا القول أن القمر مقرون بالشمس وحصة القمر بعد حصة الشمس فعلمنا أن برج شرف القمر الثور لأنه يتلو برج شرف الشمس
ووجدنا ضد الضياء الظلمة والشمس لها الضياء والنور وزحل له الدلالة على الظلمة فأولى الأماكن بشرف زحل ضد الموضع الذي يشرف فيه الشمس وهو الميزان وأقوى ما يكون في خمس عشرة درجة منه ووجدنا الموضع الذي ينتهي فيه النقصان الجدي فعلمنا أن شرف النحس الثاني فيه وقوته في خمس عشرة درجة منه وقد علمنا أنه ليس بعد النيرين كوكب أسعد من المشتري ولا مكان أقوى بعد الحمل من السرطان فقد تبين لنا أن شرف المشتري فيه وقوته في خمس عشرة درجة منه
مخ ۴۸۰