فأما ابتداء المد فإنه ليست تكون حاله عند جميع أصحاب البحر والشطوط والجزائر وأرجل البحار حالا واحدة لأن القوم الذين يكونون في لجة البحر يجدون في وقت ابتداء المد للماء حركة من أسفل البحر إلى أعلاه ويرون له انتفاخا ويهيج فيه رياح عاصفة وأمواج فيعلمون بذلك أنه ابتداء المد فإذا كان وقت الجزر نقصت تلك الرياح والأمواج وذهب الانتفاخ من الماء فيعلمون أنه قد جزر الماء فأما أصحاب الشطوط والسواحل والجزائر وأرجل البحار أو من يكون بالقرب منها فإنهم يجدون عندهم في وقت المد للماء حركة وجرية من أسفله إلى أعلاه ثم يجري بعد ذلك الماء الذي يكون على وجوه هذه المواضع وأعلاها وتشتد جرية الماء من البحر إليهم وينتفخ ويرتفع فيعلو على أرضهم ولا يزال كذلك إلى أن يجزر فيرجع الماء عند ذلك إلى البحر ويخرج من تلك الأرجل والجزائر وينقص وإنما يتبين تردد الماء وجريته ومجيئه وذهابه في الشطوط وأرجل البحار فأما في لجة البحر فإنه لا يوجد ذلك
مخ ۲۶۸