108

مدخل کبیر

ژانرونه

وذلك موجود في بحر فارس وبحر الهند كما يذهب إلى الصين وفي بحر الصين وفي كل جزيرة فيما بين هذه المواضع وفي البحر الذي بين قسطنطينية وإفرنجة وفي جزائره فأما أوقات المد والجزر في كل يوم وليلة فإنه إذا بلغ القمر أفقا من آفاق البحر أعني مشرقا من مشارق البحر وعلاه حرك بطبعه ولقربه منا ماء البحر فابتدأ الماء مقبلا مع القمر زائدا فلا يزال كذلك إلى أن يصير القمر إلى وسط سماء ذلك الموضع فعند ذلك ينتهي المد منتهاه فإذا انحط القمر من وسط سمائه جزر الماء ورجع إلى البحر فلا يزال كذلك راجعا إلى أن يبلغ مغربه فعند ذلك ينتهي الجزر منتهاه فإذا زال القمر من مغرب ذلك الموضع ابتدأ المد هناك في المرة الثانية فلا يزال مقبلا زائدا إلى أن يصير القمر إلى وتد الأرض فحينئذ ينتهي المد منتهاه في المرة الثانية في ذلك الموضع ثم يبتدئ في الجزر والرجوع في المرة الثانية فلا يزال يجزر ويرجع الماء إلى البحر حتى يبلغ القمر أفق مشرق ذلك الموضع فيعود المد إلى مثل ما كان عليه أولا فيكون في كل يوم وليلة ومقدار مسير القمر فيهما في كل موضع من مواضع البحر مدان وجزران لأن القمر إذا كان في يوم من الأيام في درجة من درج الفلك ثم طلع على موضع من البحر ابتدأ المد في ذلك الموضع من البحر فإذا صارت تلك الدرجة في أفق ذلك الموضع بعد ذلك بيوم فإن القمر يكون قد زال عن تلك الدرجة بمقدار مسيره المعدل في اليوم والليلة فيطلع عليهم بعد طلوع تلك الدرجة بمقدار سيره في ذلك اليوم والليلة

ولأن الأرض مستديرة والبحر محيط بها على استدارتها والقمر يطلع عليها كلها في مقدار اليوم والليلة وفي مقدار سيره فيهما فإذن كلما تحرك الفلك درجة صار موضع القمر أفقا لموضع من مواضع البحر وصار ذلك الموضع أيضا وسط سماء لموضع آخر ومغربا لموضع آخر ووتد أرض لموضع آخر وفيما بين كل وتد من هذه الأوتاد على حالة أخرى لبعض المواضع فيكون إذن في البحر في وقت واحد في بعض المواضع ابتداء المد وفي غيره من المواضع ابتداء الجزر وفي موضع آخر حالة أخرى للمد والجزر

مخ ۲۶۶