وأما أحوال بعضها عند بعض فمن ذلك الاتصال وهو إذا كان الكوكبان في برجين متناظرين وتكون درج الخفيف في برجه أقل من درج الثقيل في برجه وبينهما ست درج فما دونها فعند ذلك يقال إن الخفيف ذاهب إلى الاتصال بالثقيل فإذا تساوت درجاتهما تم اتصاله به فإذا جاوزه كان منصرفا عنه ويقال لهذا الاتصال اتصال الطول فأما اتصال العرض فهو أن يكون الكوكبان متصلين بالطول فإن كان الاتصال من مقارنة يكون عرضاهما متساويين في جهة واحدة وإن كان الاتصال من مقابلة يكون عرضاهما متساويين ويكون أحدهما شماليا صاعدا أعني متزائدا في الشمال والآخر شماليا هابطا أي متناقص في الشمال وإن كان غير ذلك من الاتصال فهو أن يكون أحدهما شماليا صاعدا والآخر جنوبيا هابطا
فإذا انصرف كوكب عن كوكب ولم يتصل بكوكب ما دام في برجه قيل إنه خالي السير
وإذا كان كوكب في برج لا ينظر إلى برجه كوكب آخر ما دام فيه قيل إنه وحشي
فإذا انصرف كوكب خفيف عن كوكب ثقيل واتصل بكوكب آخر نقل طبيعة الكوكب الأول إلى الثاني وقد ينقل الكوكب نقلا آخر وهو أن يتصل الكوكب الخفيف بكوكب أثقل منه ثم يتصل الثقيل بكوكب آخر أثقل منه فينقل الأوسط طبيعة الخفيف إلى الثقيل
فإذا لم يتصل أحد الكوكبين بالآخر غير أنهما يتصلان جميعا بكوكب آخر فإذا نظر ذلك الكوكب إلى بعض مواضع الفلك رد نورهما إلى ذلك الموضع وهذا المعنى يقال له رد النور وإذا لم يتصل أحد الكوكبين بالآخر ونقل بينهما كوكب آخر رد نور أحدهما إلى الآخر وهذا أيضا يقال له رد النور
مخ ۹۶