وفي أخرى موجهة إلى العم المرحوم، يقول فيها:
أنت يا هذا ثقيل
وثقيل وثقيل
أنت في المنظر إنسان
وفي الميزان فيل
وفي نشرة موجهة إلي، قال فيها: «إلى سعادة الشريف عبد الله بك - إنك لا تستحق الهجو ولا المدح».
بهذا لامه الناس؛ ونشرت قصائد عديدة في هجوه، ونصح له بألا يخرج لئلا يضر به الناس، لأنه أساء إلى ضيوف الشام. ولكنه قتل أخيرا بدرعا مع الوزراء، بعد خروج المرحوم الملك فيصل من سوريا.
ولقد ابتعت بواسطة المرحوم البسام (رمكة) من آصل الخيل، وهي الكحيلة الجعيثنية، وهي حمراء سمراء لها غرة، عريضة الحوافر قصيرة مربط اليدين. وأهدى هولو باشا إلى المرحوم الوالد (رمكة) سوداء جليلة تنسب كحيلة عجوز. وهناك خيول أخرى أهديت.
ثم توجهنا إلى المدينة المنورة، بالسكة الحديدية، وكان الوصول بعد الحركة بثلاثة أيام، فأقمنا بها عشرة أيام، أصلحنا فيها بعض ما يجب إصلاحه من أمور تتعلق بعشيرة حرب. وعند رجوعنا إلى مكة وجدت الأخوين عليا وفيصلا ومن بقي من الأهل بإسطنبول وجدتهم بالحجاز، ووجدت سيادة الخال قد سافر إلى مصر عن طريق البحر، ومعه ابن أخيه محسن بن محمد. وكان الحجاج ينصرفون كل إلى بلاده. أما والي الحجاز يوم ذاك، فهو المشير كاظم باشا، وقد بنى خط السكة من معان إلى المدينة، يوم بناها السلطان عبد الحميد، وترأس أعمالها في إسطنبول المرحوم أحمد عزت باشا العابد. وقد استقال هذا الوالي وسافر. وكان الأمير يرى أمور الولاية أيضا. وفي تلك الأثناء فوجئنا بحركات محمود شوكت باشا، وبخلع السلطان عبد الحميد، وجلوس ولي العهد رشاد بن عبد المجيد خان، باسم السلطان محمد خان الخامس. وكانت تلك الأحداث من ملاعب الصبية من الاتحاديين، فاغتصبوا الملك وتحكموا في السلطان وفي الرعية.
ولقد علمت وأنا بالشام، نفور الناس وخصوصا الشباب، فإنهم كانوا على وثبة لفصم العرى. ولم يقتصر الأمر على هذه الفئة من الناس، بل عم التشويش الأكثر ممن كان يحب السلطنة العثمانية، لعبث شباب الاتحاد وتحكمهم وسقوط هيبة الحكومة. هذا ما شاهدته في غير الحجاز من بلاد العرب.
ناپیژندل شوی مخ