ما أقبح السكون! وما أجمل الحركة ولو كانت معارك!
ما أفظع الفراغ! وما أحلى التفكير والانشغال حتى بالفشل! •••
حل الفراغ بأعماقي فوجد العملاق مكانا ليتحرك. تلاشى الزحام داخل نفسي ففرد العملاق ذراعيه وساقيه وبدأ يتثاءب ويتمطى.
ماذا تريد؟ تمردت على كل شيء ورفضت حياة النساء، سعيت وراء الحقيقة فقادتك الحقيقة إلى أن تغلق على نفسك جدران نفسك. والرجال ... قلبت فيهم وفتشت وبعثرت، ثم مصمصت شفتيك في ازدراء!
ماذا تريد؟ رجلا يعيش في خيالك ولا يمشي على الأرض؟
رجلا يتكلم ويتنفس ويفكر وليس له جسد الرجال؟ أيمكن لك أن تنسى؟ هذه الأجساد الملقاة على مناضد التشريح؟ هذا الشخير الكئيب القريب من وسادتك؟ هذه النظرات اليائسة العاجزة المسكينة؟ هذا الموت الذي يحصد الأطفال؟
ألا تغلق عليك باب زنزانتك وتنام مرة أخرى؟
لكن الليل أصبح طويلا، وأوهام الليل عادت تعشعش حول السرير، والسرير أصبح واسعا باردا مخيفا، والعملاق لا يريد أن ينام، والنجاح ليس له طعم، والشهرة ليس لها معنى، والمال مجرد أوراق ميتة لا تدب فيها الحياة.
6
لمحت بين الخطابات والأوراق بطاقة صغيرة، مددت لها يدي والتقطتها، ووجدت أنها دعوة لي من إحدى الهيئات لحضور حفل عشاء. نهضت بسرعة وركبت عربتي وانطلقت إلى مكان الحفل.
ناپیژندل شوی مخ