وقال الغلام: «هذا صحيح يا سيدي ... أستمحيك معذرة، مركبة ذات أربع عجلات تبدو بديعة جدا، يا سيدي ... ولها مقعد خلفي يتسع لاثنين، وآخر للسيد الذي سيسوق ... آه ... أستمحيك عفوا يا سيدي ... إنها لن تتسع إلا لثلاثة ركاب.»
وهنا قال المستر سنودجراس: «وما العمل إذن؟»
قال الغلام وهو ينظر إلى المستر ونكل: «لعل أحد السادة يجب أن يركب حصانا يا سيدي ... إن لدينا جيادا حسنة للركوب يا سيدي ... وفي إمكان أي واحد من خدم المستر واردل يتفق قدومه إلى روشستر أن يعود به يا سيدي ...»
وقال المستر بكوك: «هذا هو الحل المطلوب ... فما رأيك يا ونكل، هل تركب حصانا؟»
والواقع أن المستر ونكل شعر بمخاوف بالغة، وتشاؤم شديد في أعماق قلبه من ناحية مدى خبرته بركوب الخيل، ولكنه لم يشأ أن يفطن أحد إلى تلك المخاوف التي تساوره، فأجاب على الفور وبجرأة بالغة: «بلا شك، هذه متعة لي، لا يدانيها شيء.»
وهكذا اندفع المستر ونكل نحو القدر المقدور له، وسلم مسرعا لمصيره، فليس له عنه رجوع، ولا منه مرد.
وقال المستر بكوك للغلام: «لتكن المركبة والحصان عند الباب في الحادية عشرة ...»
وأجاب الغلام: «سمعا وطاعة يا سيدي.»
وانصرف الخادم، وانتهى الإفطار، وصعد السفر إلى مخادعهم ليعدوا الثياب التي سيأخذونها في رحلتهم الدانية.
وفرغ المستر بكوك من المعدات التمهيدية، ووقف يطل من خلال أستار غرفة القهوة على السابلة، الغادين والرائحين في الطريق، فدخل الغلام عليه، وأنبأه أن العجلة على الأهبة، وما لبثت العجلة ذاتها أن أكدت النبأ، بظهورها في اللحظة ذاتها لعين المستر بكوك من خلال الستار.
ناپیژندل شوی مخ