تلك هي الخواطر التي جالت في ذهنه حين عاد إلى المقهى، وأفضى بعزمه على قبول الدعوة التي وجهها إليه الدكتور سلامر إلى المبارزة.
وقال الضابط الموفد من قبله: «هلا أحلتني إلى صديق لك ؛ لكي نتفق معا على موعد اللقاء ومكانه؟»
فأجاب المستر ونكل: «لا ضرورة تدعو لذلك ... عين أنت الزمان والمكان، وأنا أتولى إحضار صديق بعد ذلك.»
قال الضابط في لهجة مستخفة: «أتقول ... بعد غروب شمس هذا النهار؟»
قال: «حسن جدا.» وإن كان في أعماق قلبه يراه سيئا جدا.
قال: «أتعرف حصن بت؟»
أجاب: «نعم ... رأيته أمس.»
قال: «إذا تكرمت وعرجت على الساحة التي تتاخم الخندق، وأخذت الدرب الممتد عن الشمال، حتى تصل إلى زاوية من الحصن، وانطلقت في وجهك، فسوف تراني؛ لكي أذهب بك إلى موضع منعزل، ننهي فيه هذه المسألة، دون خشية من قدوم أحد يعوقنا، أو يقطع علينا أمرنا.»
فقال المستر ونكل في نفسه: «خشية من قدوم أحد يعوقنا!»
وقال الضابط: «أظن أن لا شيء آخر يقتضي التدبير.»
ناپیژندل شوی مخ