وانبرى الغريب عندئذ يقول: «عفوا يا سيدي إن الزجاجة واقفة ... أدرها علينا ... في اتجاه الشمس ... خلسا لا تدع لها من ثمالة ... وراح يفرغ كأسه، وكان قد أترعها شرابا منذ دقيقتين أو نحوهما، وملأ أخرى ملأة رجل عريف بالشراب، عاف عليه.
وطاف النبيذ على الجميع، وطلبوا مزيدا، وطفق الضيف يتكلم، والبكويكيون يستمعون، وكلما مرت لحظة ازداد المستر طبمن ميلا إلى حضور المرقص، وطفح محييا المستر بكوك بشرا وحبا للخير العام، بينما ذهب المستر ونكل، والمستر سنودجراس في سبات عميق.
وانثنى الغريب يقول: «لقد بدءوا في الطبقة العليا مهرجانهم ... ألا تسمعون أنغام الكمان ... ها هو ذا المعزف ... لقد بدءوا .»
وكانت الأصوات والأنغام المختلفة التي وجدت طريقها إلى الطبقة الدنيا إيذانا بابتداء الرقصة الأولى.
فعاد المستر طبمن يقول: «ما أشوقني إلى الذهاب!»
وأجاب الغريب: «وأنا كذلك ... ولكن أمتعتي عليها اللعنة لم تصل بعد ... الشحنات ثقال ... ليس عندي ما أرتديه لأدخل، أمر غريب، أليس كذلك؟»
وكان حب الخير من المعالم البارزة للنظرية البكويكية، ولم يكن أحد أكثر حماسة، وأجلى غيرة، في مراعات هذا المبدأ، من المستر تراسي طبمن حتى لا يكاد أمر يصدق كثرة الشواهد، والأمثلة المدونة في محاضر جلسات النادي، على ما كان هذا الرجل المتناهي في حب الخير وإيتاء البر، يرسله من الخيرات والصدقات إلى بيوت أعضاء آخرين، أو يتركه من ثياب، أو يبادر به من معونة مالية.
فلا عجب إذا هو انثنى يقول: «إني ليسعدني أن أعيرك حلة من ثياب لهذا الغرض، ولكني أراك نحيفا، وأراني ...»
فعاجله الغريب قائلا: «سمينا كباخوس البدين،
3
ناپیژندل شوی مخ