وقال الحارس المديد: «أظن يا سيدي من الخير أن تفعل؛ لأنه من المحتمل كثيرا أن تطلق الرصاصة على نفسك، أو على أحد سواك.»
وبادر المستر طبمن إلى النزول على الأمر، فوضع بندقيته على الصورة المطلوبة، وتابع الجمع المسير، وكان الصائدان «الهاويان» يمشيان منكسي السلاح، كجنديين بسيطين في جنازة ملكية.
وعندئذ وقف الكلبان فجأة لا يريدان تقدما، وتسلل القوم خطوة واحدة، ثم وقفوا هم كذلك.
وهمس المستر ونكل متسائلا: «ما الذي عرا سيقان الكلبين؟ وما هذه الوقفة الغريبة؟»
وأجاب واردل مخافتا: «صه! ألا تستطيع السكوت؟ ألا ترى كيف يشيران؟»
وقال المستر ونكل وهو يتلفت حوله كأنما كان يتوقع شيئا معينا، من جمال المشهد وروعته كان الكلبان الذكيان يسترعيان الأنظار إليه خاصة: «أتقول يشيران ... وإلى أي شيء يشيران؟»
وقال واردل غير ملق بالا إلى هذا السؤال في حماسة اللحظة: «افتح عينيك، والآن!»
وارتفعت عندئذ جلبة، وسمع رفيف طائر جعل المستر ونكل يتراجع كأنما قد أصابه الرصاص، وانبعث دوي طلقتين ... بانج! بانج! ... وانجاب الدخان سريعا مكتسحا الميدان، مقلوبا متجعدا في جوف الأفق.
وقال المستر ونكل في أشد الاضطراب، وهو يتلفت ويدور في كل ناحية: «أين هي؟ قولوا لي متى أطلق النار؟ أين هي؟ ... أين هي؟»
وقال واردل، وهو يتناول حجلتين وضعهما الكلبان عند قدميه: «ها هما!»
ناپیژندل شوی مخ