وما إن سمع المستر بكوك هذا الإلحاح في لقائه، حتى نزل إلى حجرة الاستقبال، حيث جلس رجل وقور السمات، لم يكد يراه مقبلا عليه حتى استوى قائما، وقال باحترام بالغ: «المستر بكوك، أليس كذلك؟»
قال: «بلى.»
وعاد الرجل الوقور يقول: «اسمح لي يا سيدي بشرف مصافحتك، ائذن لي يا سيدي في تناول يدك.»
وقال المستر بكوك: «بلا شك.»
وهز الغريب اليد المبسوطة إليه، ثم استرسل يقول: «لقد سمعنا يا سيدي بصيتك، وبلغت الضجة التي أحاطت بكشفك الأثري سمع مسز ليو هنتر زوجتي يا سيدي، فأنا المستر ليو هنتر.» وتمهل الغريب لحظة كأنما كان يرتقب من المستر بكوك التأثر بهذا الكشف عن اسمه، ولكنه رآه قد ظل هادئا كل الهدوء، فاستتلى قائلا: «إن زوجتي يا سيدي ... مسز ليو هنتر لفخورة بأن تعد في مصاف معارفها كل من رفعوا ذكرهم بأمجاد أعمالهم ومواهبهم، فاسمح لي يا سيدي أن أضع في مكان بارز من قائمة أسمائهم اسم المستر بكوك، وإخوانه أعضاء النادي الذي يستمد اسمه منه.»
وأجاب المستر بكوك قائلا: «إني ليسعدني السعادة كلها أن أتعرف إلى مثل هذه السيدة يا سيدي.»
وقال الرجل الوقور: «وإنك لفاعل يا سيدي، فنحن صباح غد يا سيدي مقيمون مأدبة فطور عامة - حفلة ريفية - لعدد كبير من أولئك الأعلام الذين ظفروا بالمجد والشهرة بفضل أعمالهم ومواهبهم، فاسمح يا سيدي لمسز ليو هنتر بأن تحظى بلقائك في مغناها المعروف بالعرين.»
وأجاب المستر بكوك: «بكل سرور.»
ومضى الرجل الوقور يقول: «إن مسز ليو هنتر قد أقامت عدة مآدب إفطار من هذا النوع يا سيدي، مآدب للعقل والنهى يا سيدي، وفيض النفس والروح، كما وصفها أحدهم في أبيات كتبها إلى مسز ليو هنتر عن مآدبها هذه، وهي أبيات تنم عن شعور صادق، ووصف مبتكر.»
وقال المستر بكوك: «وهل هو من الذين مجدتهم أعمالهم ومواهبهم؟»
ناپیژندل شوی مخ