وصاح ثالث يضع المنظار على عينيه: «ليغازل امرأة متزوجة!»
وصرخ رابع: «أراه يغمز لها بطرف عينه الأثيمة.»
وقال خامس: «احرص يا بت على امرأتك.»
وتعالت الضحكات.
وكان غضب المستر بكوك على أشده، من هذه النكات التي اقترنت بمقارنة مثيرة بينه وبين رجل كبير السن، واختلطت بعدة مداعبات ونكات من هذا النوع وأمثاله، والتي أريد منها أيضا المساس بشرف سيدة بريئة، فكاد يرفع الصوت محتجا، لولا أن طلب إلى الجمع التزام السكوت؛ فاكتفى بإرسال نظرة قاسية عابسة إلى الجماهير، ورثاء لعقولها الضالة، فما زادتهم نظرته هذه إلا ضحكا مدويا، واستهزاء متناهيا.
وصاح رجال العمدة: «سكوتا!»
وقال العمدة بلهجة فخمة تليق بمركزه الرفيع: «يا ويفن، اطلب إليهم السكوت.»
وامتثالا لهذا الأمر عاد المنادي يقرع الناقوس، وعندئذ صاح أحدهم قائلا: «أين الفطير؟» فدوت الضحكات مرة أخرى.
وبدأ العمدة يخطب، فقال بأعلى صوت استطاع إطلاقه من حنجرته: «أيها السادة، أيها الإخوان، ناخبي دائرة إيتنزول، لقد اجتمعنا هنا اليوم لانتخاب نائب يشغل المقعد الخالي بوفاة المرحوم ...»
وهنا قاطعه صوت من جانب الجمهور يقول: «ليحي العمدة، وليكن النجاح والتوفيق نصيبه، حتى لا يفلت من كفه المسمار وطبق الفنجان اللذان يتقاضى منهما مرتبه!»
ناپیژندل شوی مخ