مذکرات پیکویک

عباس حافظ d. 1378 AH
168

مذکرات پیکویک

مذكرات بكوك

ژانرونه

وكان ذلك الرجل يحمل براءة رتبة عسكرية، براءة اشتراها بمالي، وبشقاء أخته «وكان هو في مقدمة الذين تآمروا على إلقائي في الشرك، ووضع أيديهم على ثروتي، لقد كان ذلك الرجل هو الأداة الكبرى في إرغام أخته على الزواج بي، وهو يعلم حق العلم أنها قد وهبت فؤادها لذلك الغلام المزقزق كالعصفور؛ كل ذلك لأنه يرتدي ثوبا عسكريا، فلم ألبث أن أدرت عيني إليه، لقد فعلت ذلك على الرغم مني، ولم أنبس بكلمة واحدة.

ورأيت التغير الفجائي الذي بدا عليه من نظرتي، لقد كان شجاعا جسورا، ولكن لونه ارتد مسفوعا، وتراجع بمقعده، فجررت أنا مقعدي إليه وضحكت، فقد أحسست عندئذ بمرح بالغ، ورأيته يرتجف، وشعرت بالجنون يثور في أنحائي، لقد تولاه الرعب مني.

قلت: «لقد كنت مولعا بأختك وهي في قيد الحياة كل الولوع.»

وراح هو يتلفت حوله قلقا مضطربا، ورأيت يده تقبض على مسند المقعد، ولكنه لم يحر جوابا.

قلت: «أيها الوغد! لقد اكتشفتك، وأزحت النقاب عن مؤامراتك الجهنمية ضدي، أعرف أن قلبها كان مستقرا على إنسان سواي قبل أن ترغمها على الزواج بي إرغاما ... أعرف ذلك، أعرف ذلك.»

فوثب فجأة من مجلسه، ورفع المقعد عاليا، وأمرني بأن أتراجع، فقد حرصت على أن أدنو منه رويدا وأنا أتحدث إليه.

لقد كان قولي صراخا أكثر منه كلاما، فقد كنت أشعر بانفعالات صخابة هائجة، تتدفق في شراييني، والأرواح القديمة تهمس في أذني وتغريني بأن أمزق قلبه تمزيقا.

قلت وأنا مندفع نحوه: «اللعنة عليك، أنا الذي قتلتها، أنا مجنون. فلتسقط، الدم! الدم! أريد دما.»

وبضربة واحدة من كفي أطحت بالمقعد الذي شهره في وجهي من فرط رعبه، وأطبقت عليه، وتمرغنا معا على الأرض برجة شديدة.

لقد كان ذلك الصراع بديعا رائعا؛ لأنه كان رجلا فارع القد، شديد المراس، يدافع مستميتا عن حياته، وأما أنا فمجنون قوي باطش، أتعطش لدمه، وكنت أعرف أن ليس ثمة قوة على الأرض تعدل بأسي وبطشي، وكنت على حق، نعم كنت مصيبا مرة أخرى وإن أصبحت مجنونا. وبدأت مقاومته تفتر، وجثمت فوق صدره، وأمسكت بكلتا يدي القويتين عنقه المفتول، وخيل إلي من لسانه المتدلي أنه يسخر مني، فشددت القبضة على مخنقه.

ناپیژندل شوی مخ