مذکرات پیکویک

عباس حافظ d. 1378 AH
153

مذکرات پیکویک

مذكرات بكوك

ژانرونه

وبدأ وجه المستر جنجل ينطلق شيئا فشيئا، ويزول العبوس منه، ولاح شيء يشبه الاختلاج لحظة خاطفة في عينه اليسرى.

وقال السيد النحيف وقد لاحظ هذه الاختلاجة التي أحدثها كلامه: «حسن جدا ... حسن جدا، والواقع أن السيدة لا تملك شيئا كثيرا، بل إنها عدا بضع مئات لا تملك في الحقيقة شيئا قبل وفاة أمها، ولكن أمها يا سيدي العزيز عجوز دردبيس، وصحتها قوية.»

وقال المستر جنجل بإيجاز، ولكن بتأكيد: «عجوز!»

ومضى المحامي يقول وهو يسعل سعلة خفيفة: «أي نعم يا سيدي العزيز، إنها عجوز تقريبا، ولكنها سليلة بيت قديم، نعم يا سيدي العزيز، قديم بكل معنى الكلمة، لقد جاء مؤسس هذه الأسرة إلى ولاية «كنت» حين غزا يوليوس قيصر أرض بريطانيا، ولم يحدث يوما أن فردا من الأسرة - اللهم إلا واحدا - لم يعش إلى الخامسة والثمانين، ولكن هذا الواحد مات شنقا في عهد هنري ما، هنري هذا أو ذاك، والسيدة العجوز في الثالثة والسبعين فقط الآن يا سيدي العزيز.»

وتمهل السيد النحيف، وتناول قدرا من سعوطه.

وقال المستر جنجل: «وماذا أيضا؟»

قال: «والآن ألا تتنشق؟ هذا أفضل كثيرا، عادة كثيرة التكاليف، وأنت يا سيدي العزيز شاب ملم بشئون الدنيا، وفي إمكانك أن تدفع بحياتك إلى الأمام إذا توافر لك شيء من المال.»

وعاد المستر جنجل يقول: «وماذا أيضا؟»

قال: «هل تفهم مرادي؟»

أجاب: «ليس كثيرا.»

ناپیژندل شوی مخ