قال بكل برود: «قولي: إن الغلام البدين كان يحلم.»
فلم تكد تسمع هذا الاقتراح حتى خطف شعاع من أمل في خاطرها، ولاحظ المستر جنجل ذلك، فاستغله لمصلحته فاستتلى قائلا: «ما أسهل هذا وما أيسر! ... غلام خبيث ... امرأة جميلة ... الغلام البدين سوف يساط ... وتنتهي الحكاية ... بسلام.»
ولسنا ندري هل سر العمة العانس رجحان كفة نجاتها من عواقب هذا الاكتشاف الذي حدث في أسوأ الأوقات، أو خفف وصفه لها بقوله: «امرأة جميلة» من حدة غمها، ولكنا نعلم أنها شعرت بشيء من الخجل، وراحت تلقي على المستر جنجل نظرة شكر، ورنوة عرفان.
وتنهد ذلك السيد الذي أوحى بالفكرة، وأرسل زفرة من أعماقه ، ونظر مليا إلى وجه العمة العانس، وأجفل إجفالة مسرحية، ثم استرد عينيه فجأة.
وقالت العمة العانس في نغمة حانية: «يلوح لي يا مستر جنجل أنك لست سعيدا، فهل تسمح لي بأن أبدي لك عرفاني لتدخلك الكريم، بأن أسأل عن سبب حزنك، والعمل إذا أمكن على إزالته.»
فأجفل المستر جنجل إجفالة أخرى وقال: «ها ... إزالته ... إزالة حزني ... وأنت تخلعين حبك على رجل لا يدرك هذه النعمة، ولا يقدرها حق قدرها ... رجل يفكر الساعة في كسب رضى ابنة أخي ... الإنسانة التي ... ولكن لا يصح لي أن أتكلم ... إنه صديقي ... ولست أريد أن أكشف النقاب عن مساوئه ... يا مس واردل ... وداعا!»
ولم يكد يتم كلماته هذه، وهي الكلمات الوحيدة المتصلة المتتابعة التي عرف يوما عنه أنه فاه بها، حتى رفع إلى عينيه بقايا منديل لاحظناه من قبل، والتفت ناحية الباب.
وأهابت به العمة العجوز: «قف يا مستر جنجل، لقد لمحت عن المستر طبمن تلميحا معينا، فاشرحه.»
قال بلهجة المحترفين - أي الممثلين: «أبدا ... أبدا ...» ولكي يظهر أن لا رغبة له في أن يسأل سؤالا آخر، راح يسحب كرسيا، ويدنيه من مجلس العمة العانس، ويستوي فوقه.
وقالت العمة العانس: «أتوسل إليك يا مستر جنجل وأتضرع ... إذا كان هناك سر مخيف يتصل بالمستر طبمن ... فاكشفه.»
ناپیژندل شوی مخ