أمين صدقي يترك الفرقة
كان الأستاذ أمين صدقي يتقاضى مرتبا شهريا قدره ستون جنيها، ولكنه بعد أن شاهد ذلك الإقبال المنقطع النظير وهذا الإيراد الضخم، رأى أن يملي علي شروطا جديدة فجاءني مطالبا بالاشتراك معي في الإيراد مناصفة بدل أن يتناول مني أجرا! دهشت لذلك طبعا وأجبته بأنني أعارض في ذلك، وإن كنت لا أمانع في رفع مرتبه إلى الدرجة المناسبة.
وتمسك كل منا بوجهة نظره. فأضرب الأستاذ أمين عن الكتابة، حينما طلبت إليه أن يبدأ في وضع الرواية الثانية على غرار «حمار وحلاوة» ....
واضطررت إذ ذاك أن أبحث عن شخص آخر يقوم بمهمة وضع الأزجال. وأعلنت فعلا عن حاجتي هذه إلى كثيرين ممن حولي، فتقدم البعض لأداء هذا العمل. وأذكر من بينهم الأساتذة حسني رحمي المحامي والأستاذ إميل عصاعيصو، وقد كان ذلك أول عهدي به. وكذلك جاءني زميل قديم ممن كانوا معي في البنك الزراعي هو المسيو جورج. ش.
فقلت للأخير إنني أرغب في وضع أنشودة تلقيها طائفة من المرابين «الفايظجية» وقانا الله وإياكم شرورهم!!
وفي اليوم التالي حضر السيد (جورج) وأطلعني على زجل ظريف وقع مني موقع الاستحسان. فسألته: «أنت حقا مؤلف هذا الزجل؟». وأجاب بالإيجاب. فقلت: «إذا كان هذا صحيحا فأنا أعينك في الحال ...».
إلا أنه لم يكد يغادر غرفتي حتى دخل صديق لي أكتفي بأن أرمز لاسمه بحرفي (ت. م)، وقال إن واضع الزجل ليس جورج. ش، ولكن صديق له اسمه (بديع خيري)، وكل ما هناك أن اتفاقا عقد بين الاثنين (بديع وجورج) مضمونه أن يتخصص الطرف الأول في التأليف، ويقوم الطرف الثاني بعملية البيع. وزاد الصديق على ذلك أن في استطاعته أن يعمل على فض هذه الشركة الوهمية، وأن يتصل بالمؤلف مباشرة.
أول اتصال بصديقي بديع
واهتممت بما أبداه الصديق (ت. م) وطلبت إليه المبادرة بتنفيذ قوله، فلم يتوان صاحبنا - كتر خيره - بل جاءني في مساء اليوم التالي يجر خلفه فتى ممشوقا.
ولم يشأ صديق الطرفين (ت. م) أن يترك المسألة تمر طبيعية، بل ضحك وقال لي ما نصه: «ما تتغرش في نفخته دي. دا خجول لدرجة ما تتصورهاش، بس العبارة إنه شرب دلوقت ثلاث كاسات نبيت، علشان يتشجع!».
ناپیژندل شوی مخ