مذکرات هدی شعراوي

هدی شعراوی d. 1367 AH
92

مذکرات هدی شعراوي

مذكرات هدى شعراوي

ژانرونه

فتقدمت نحوه، وهنأته بسلامة العودة، ورجوت «شريفة هانم رياض» وباقي أعضاء وفد السيدات أن ينبن عني، ويعذرنني في ابتعادي للسبب الذي يعرفنه من حرج الموقف. وخرجت.

ورغم ذلك، كتب صاحب الكشكول في مجلته يقول إنني في ذلك اليوم كنت جالسة بجانب سعد، ألقي على السيدات درسا في السفور.

وقد تألمت عندما علمت أن سعد باشا قد جاء في اليوم التالي إلى منزلنا، وترك لي وحدي بطاقة شكر على مقابلتي له بالمحطة وزيارتي للسرادق، ولكن كان سروري بعد ذلك عظيما، جاء سعد باشا بعد ذلك بيوم وصافح زوجي في بيتنا. نعم فرحت كثيرا وقدرت فيه هذا الوفاء.

حملة على الوزارة

قام سعد باشا بعد ذلك بحملة ضد الوزارة والمؤيدين لها في سفرها للمفاوضة، رغم نصائح زوجي وبعض أقطاب الوفد ... ولست أدري داعيا للخوض في تفاصيل هذه الحملة الشعواء التي شنها ضدهم وإن ذلك شيء يطول شرحه، فضلا عن وجوده في عدة كتب.

وقد تفاوض عدلي باشا في مشروع كيرزون، ولكنه لم ينجح كما كان منتظرا؛ لأنه لم يكن مؤيدا من الوفد الذي لم يأل جهدا في معاكسته بكل الطرق. فلما لم يصل إلى شيء مما كان يأمل فيه، رفض الاستمرار في المفاوضة ورجع إلى بلاده راضي الضمير مستريح البال، فسررنا بذلك. ولكن علمنا أن الوفد بالرغم من رفض عدلي باشا قبول المعاهدة يستعد للقائه بكل تحقير وازدراء بتنظيم مظاهرات ضده وإعداد بعض الناس ليرموه بالطماطم والبيض الفاسد ... فهالنا هذا الأمر، واتفقنا في اجتماع عقدناه نحن أعضاء لجنة الوفد المركزية للسيدات أن نتوجه إلى سعد نفسه، ونطلب منه أن ينصح رجاله بعدم إتيان مثل هذه الأعمال الصبيانية ... فلما وصلنا إلى المنزل وطلبنا مقابلته، اعتذرت لزميلاتي عن عدم إمكاني البقاء معهن في تلك المقابلة، نظرا للخلاف الجديد الذي قام بيني وبين زوجي من جراء معاكسته لعدلي باشا معاكسة لم ير زوجي لها مبررا ... وبقيت مع زوجته صفية هانم في الصالون وتركت الأعضاء بالردهة الصغيرة لمقابلته. فلما حضر لمقابلتهن ولم يرني بينهن أصر على مقابلتي أولا، فقبلت على شرط أن يكون ذلك من وراء الباب، فحياني بالشكر على ما قمت به من خدمات للقضية المصرية كان لها أثر فعال في تقوية مركز الوفد. وقال لي: إنه يتمنى لو أتيح له أن يكافئني بشيء على خدماتي. فقلت له: يا سعد باشا ... كل منا يعمل لاعتقاده بأن عليه واجبا يؤديه لوطنه في هذا الوقت الحرج، وأنا لم أعمل ما أستحق عليه الشكر ولا الجزاء.

فقال: كيف ذلك وقد خدمت الحركة، وأنا لا أعرف بأي وسيلة أكافئك.

فانتهزت فرصة سروره وتقديره لعملي، وقلت له: ما دمت تصر على إقناعي بأنني أستحق مكافأتك، فإن لي عندك طلبا أرجو تحقيقه.

فقال: بكل سرور ... ما هذا الطلب؟

قلت له: أن تقابل عدلي باشا بمثل ما قابلك من حفاوة وتكريم يوم عودتك إلى الوطن، وأن تمنع المظاهرات المزمع قيامها وتنظيمها لرميه بالطماطم والبيض الفاسد.

ناپیژندل شوی مخ