129

معترك الأقران في إعجاز القرآن

معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

د ایډیشن شمېره

الأولى ١٤٠٨ هـ

د چاپ کال

١٩٨٨ م

ژانرونه

علوم القرآن
قال: إنهم إذا رأوا الله نفسه رأوه، إنما قالوا جهرة أرنا الله. قال: هو مقدم ومؤخر. قال ابن جرير: يعني أن سؤالهم كان جهرة. ومن ذلك: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا) . قال البغوي: هذا أول القصة وإن كان مؤخرًا في التلاوة. وقال الواحدي: كان الاختلاف في القاتل قبل ذَبْح البقرة، وإنما أخّر في الكلام لأنه لما قال تعالى: (إن الله يأمركم) ... الآية عَلِم المخاطبون أن البقرة لا تُذبح إلا للدلالة على قاتل خَفِيَتْ عَيْنُه عنهم، فلما استقر علم هذا في نفوسهم أتبع بقوله: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا) فسألتم موسى فقال: إن اللهَ يأمركم أن تَذْبَحُوا بقرةً. ومنه: (أفرأيْتَ من اتَخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ) الجاثية: ٢٣. والأصل هواه إلهَه، لأن من اتخذ إلهَهُ هواه غير مذموم، فقدم المفعول الثاني للعناية به. وقوله: (أخرج المرْعَى فجعله غُثَاءً أحْوَى)، على تفسير الأحوى بالأخضر، وجعله نعتًا للمرعى، أي أخرجه أحوى فجعله غُثاء. وأخَره رعاية للفاصلة. وقوله: (وَغَرَابِيبُ سُودٌ) . والأصل سود غرابيب، لأن الغربيب الشديد السّوَاد. وقوله: (فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاها) . أي بشرناها فضحكت. وقوله: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) . قيل: المعنى على التقديم والتأخير، أي لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها. وعلى هذا فالهمّ منفيّ عنه. الثاني: ما ليس كذلك. وقد ألف فيه العلامة شمس الدين بن الصائغ كتابه " المقدمة في سر الألفاظ المقدمة "، قال فيه: الحكمة الشائعة الذائعة في ذلك الاهتمام، كما قال سيبويه في كتابه، كأنهم يقدمون الذي بيانه أهم، وهُمْ ببيانه أعنى.

1 / 130