معاویه بن ابی سفیان
معاوية بن أبي سفيان
ژانرونه
ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا .
وعلى قدر اللهج بهذه الفاجعة قبل استقلاله بالخلافة سكت عنها وأغفلها بعد ذلك، فلم يعد إليها قط إلا ليعتذر إلى قرابة الخليفة المقتول من سكوته وإغفاله.
وينبغي هنا أن نذكر أن معاوية لم يكن بحاجة إلى قدرة خارقة؛ لإثارة الشام باسم الخليفة المقتول؛ فإن عثمان كانت له مصاهرة في بني كلب أكبر قبائل البادية في الشام، وكانت زوجه نائلة بنت الفرافصة تصف مصرعه في رسائلها، وتبعث بقميصه المخضب بالدم وأصابعه المبتورة، فترفع على المنبر حيث يراها شهود المسجد في كل صلاة، وكان جند الشام بعيدين عن معمعة
2
الفتنة، لم يسمعوا صوتا من أصوات الثورة على الخليفة المقتول، ولا حجة من حجج السخط على حكمه، وكانوا بين معسكرين أقربهما إليهم وإلى عملهم معسكرهم في ولاية معاوية، ومنهم طائفة كان يستبقيها لديه ولا يأذن لأحد منها أن يبتعد من جواره برهة إلى معمعة الفتنة؛ مخافة عليه من الاستماع لحجج المخالفين، فيداخله الشك في دعوته ودعواه. •••
ولم ينته معاوية في نزاعه لعلي إلى موقف فصل، بالحرب أو بالسياسة، ففي وقعة صفين حلت الهزيمة بجيشه ليلة الهرير، وأيقن بسوء العاقبة إذا استمرت مدة القتال، فأشار عليه عمرو بن العاص بحيلة المصاحف، فرفعوها في اليوم التالي ونادوا بالتحكيم إلى كتاب الله، فاختلف جند الإمام واضطر في جنده المختلف إلى قبول التحكيم.
ومن المؤرخين من يبالغ في خطر التحكيم، ويجعل له شأنا في عواقب النزاع لم يكن له ولا كان من المعقول أن يكون له بحال.
فهذا التحكيم لم يكن ليبدل تلك العواقب على أية نتيجة من النتائج انتهى إليها، سواء اتفق الحكمان على خلع علي ومعاوية معا، أو اتفقا على خلع أحدهما دون الآخر، أو لم يتفقا على شيء.
ففي كل حالة من هذه الحالات، كانت العواقب صائرة إلى ما صارت إليه بلا اختلاف، وكان المعسكران يمضيان في طريقهما الذي مضيا فيه، فلا يسلم أحدهما لصاحبه برأي يمليه عليه الحكمان متفقين أو غير متفقين.
إنما وقعت الواقعة الحاسمة بمقتل علي - رضوان الله عليه - دون صاحبيه، ثم آلت خلافته إلى ابنه الحسن في معسكر مضطرب بين الخوارج والشيعة والموالي والأتباع الذين لا يعملون عمل الأتباع طائعين، ولا يعملون عمل الرؤساء مقتدرين مضطلعين، وورث الحسن معسكرا لم يطل عليه عهد الولاء لأحد قط؛ ليناضل به معسكرا لم يقع فيه خلاف قط منذ الفتح الأول، إلا الخلاف الذي كان يريده معاوية ويعمل له؛ حذرا من مغبة الاتفاق عليه. •••
ناپیژندل شوی مخ