يا نفس ! ما أعظم حسراتك إذ تنطقين فلا تجدين سامعا، وتبثين الشكوى فلا تجدين راحما. فياليت شعرى! ماذا عزاء من أصبح غريبا عن وطنه، نائيا عن معدنه، بعيدا عن أصله ونبعته، قد أوبقه هواه وشارف استثمار زلله وخطئه، محمولا على مركب الغرور والشهوة، مقترنا بمذلة اللهو والتلذذ، ساهيا فى طربه، موقوفا على عطبه. فليعلم الراكب فى لجة البحر فى المراكب المزخرفة المزجية عند تحللها وذوبها أنه إنما صاحب من خذله، واستسلم إلى من غره وخدعه، فيالها من حسرة ما أعظمها لمغرور بحبيب خائن وقرين خاذل!
يا نفس! من غرس طيبا أكل طيبا، ومن غرس خبيثا أكل خبيثا، وإن ثمرة العمل الصالح كأصلها، وثمرة العمل الردىء كأصلها. وقليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به.
فرحم الله من علم وعمل وعلم وقرأ وفهم وفهم، ووصل وأوصل، وكان وسيطا بالحق، ناطقا بالصدق، مقترنا بالتوفيق.
مخ ۱۱۶