يا نفس! تيقنى قولى هذا، واعلمى أنما أنت فى هذه الدنيا راقدة، وأن جميع ما أنت مشاهدة له فيها إنما هو أحلام. وكما أنه يعرض لك النوم الذى هو بالعرض السريع الزوال فتنامين وتحلمين، فإذا زال ذلك العرض انسلخت من جميع الأشياء التى كنت مشاهدة لها انسلاخا كليا ورجعت إلى مشاهدة الأشياء الطبيعية التى هى بالعرض الثابت والتى أنت بها أشد تحقيقا منك بتلك الأشياء التى هى بالعرض السريع الزوال. فكذلك إذا استيقظت من نومك الطبيعى الذى هو الدنيا ورجعت إلى اليقظة الحقيقية التى هى عالم العقل، فإنك إنما ترجعين إلى معان وأشياء أنت بها أشد تحقيقا منك بما كنت مشاهدة له فى رقدتك فى عالم الطبيعة، ويكون معناك فى هذا كمعناك الذى كان يعرض لك وأنت فى الدنيا ، أعنى أحلامك فيها.
[chapter 14: 14] الفصل الرابع عشر
مخ ۱۱۰