يا نفس! تهدى إلى الشىء النافع لك باتفاقكما، وإلى الشىء الضار لك باختلافكما فى المعنى: فما كان نافعا فخذيه، وما كان ضارا لك فاطرحيه واحذريه.
يا نفس! إذا عزمت على النقلة من مسكن أنت ساكنته فانتقلى إلى مسكن يكون أشرف من المسكن الأول ليشتد سرورك بنقلتك، فإن من انتقل من بيت مظلم ضيق خرب وحش إلى بيت مضىء نير رحب آنس يوشك أن يبقى مسرورا بنقلته، فرحا بحسن عاقبته.
يا نفس! احذرى الخطأ فى السياسة فإن ثمرة الخطأ هى العذاب بعينه، لأن الخطأ والزلل لا يثمران إلا خطأ وزللا وسوء عاقبة؛ وإن ثمرة الإصابة وحسن التهدى هى النعيم بعينه، لأن الإصابة وحسن التهدى لا يثمران إلا إصابة وهدى وحسن عاقبة.
يا نفس! إن من غرس النخل وأجاد فى خدمته أكل الرطب والتمر وحمد عاقبته. ومن غرس الصفصاف والعليق عدم الثمر وذهبت خدمته وتعبه باطلا، وذم عاقبة فعله. فتهدى يا نفس فى جميع أحوالك إلى أخذ ما هو نافع لك وترك ما هو ضار، لتكونى من النفوس الموفقة الرشيدة المقترنة بالسعادة الأبدية الدائمة.
مخ ۹۰