يا نفس! متى أردت الاعتبار الأكبر فانصرفى إلى تأمل الشىء الأبدى الديمومة الأزلى الغاية، السرمدى المسافة — إذ لا حد لمسافة شىء سرمدى — والذى هو مبدأ الأشياء كلها عند ظهورها، ومفيضها عند دثورها، الذى هو باسط الأشياء وقابضها، ومبدؤها ومعيدها، وواضعها ورافعها، ومنشئها ومبدئها — كلا بعد كل، وفرعا بعد فرع.
يا نفس! تأملى الأشياء الجزئية كيف تضعف قواها عن الثبوت والديمومة فتدثر عن كيانها وترجع إلى كلياتها — فكذلك الأشياء الكلية تضعف عن المساواة فى الديمومة الأصل الفردى الأزلى فتدثر عن انحلال قواها وتناهى مددها دفعة واحدة. وكذلك توجد الأشياء تارة بالفعل، وتارة بالقوة دائما سرمدا.
مخ ۸۶