يا نفس! إن الماء الصافى النقى يؤدى البصر إلى سائر ما فى ذاته. وإذا شابه الكدر والوسخ حجب النظر عن إدراك سرائر الأشياء المستكنة فيه، وكذلك نور الشمس إذا أشرق على الأشياء كان النظر مدركا لها بالحقيقة. فإذا عرض فيه البخارات والدخان والغبار حيل بين البصر وبين إدراكه تلك الأشياء. وكذلك أنوار العقل اللطيفة الشريفة إذا امتزجت بالأشياء الجلفة الكثيفة المظلمة كدرتها وأعاقتها عن إدراك ما فى ذاتها من الصور والأشكال، وأعدمتها التصور العقلى. فحينئذ تبقى النفس فقيرة من مقتنياتها، جاهلة بمعلوماتها، عادمة حسن التهدى إلى طريق نجاتها.
مخ ۷۰